قالت منظمات إغاثة دولية إنه ليس بوسعها فعل المزيد لحماية موظفيها في قطاع غزة وإن على إسرائيل مسؤولية تجنب قتلهم، وذلك في وقت طالبت فيه الأمم المتحدة بتنسيق إنساني مباشر مع الجيش الإسرائيلي.
وتصاعد الغضب العالمي إزاء الأزمة الإنسانية في القطاع الفلسطيني الذي يبلغ عدد سكانه 2.3 مليون نسمة بعد ضربة جوية إسرائيلية يوم الاثنين أسفرت عن مقتل سبعة أشخاص يعملون لصالح منظمة ورلد سنترال كيتشن الخيرية التي يوجد مقرها في الولايات المتحدة.
وتقول الأمم المتحدة إن ما لا يقل عن 196 من العاملين في المجال الإنساني قتلوا حتى الآن في الحرب المستمرة منذ ستة أشهر والتي أطلقتها إسرائيل ردا على هجوم شنته حركة (حماس) على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وبينما علقت بعض منظمات الإغاثة عملياتها في أعقاب الضربة التي استهدفت قافلة ورلد سنترال كيتشن يوم الاثنين، فإن أيا منها لم تعلن أنها تخطط للانسحاب من غزة على الرغم من الهجمات المتكررة على جهود الإغاثة في القطاع الذي تحذر الأمم المتحدة من مجاعة وشيكة فيه.
وشكت الأمم المتحدة مرارا من العقبات التي تعرقل إدخال المساعدات لغزة وتوزيعها في جميع أنحاء القطاع.
وقال سكوت بول المدير المساعد لشؤون السلم والأمن في أوكسفام أمريكا لصحفيين “نضطر كل يوم لاتخاذ قرار بشأن تعليق عملية ما أو المضي قدما في عملية ما، وفي أغلب الأحيان يكون القرار هو التعليق لأن الظروف الأمنية غير مواتية”.
وتقول الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية العاملة في غزة إنها تبلغ السلطات الإسرائيلية بمواقع مقارها والتحركات التي تخطط لها وإنها على تواصل يومي معها. وقالت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء إنه “من غير المقبول وغير المبرر” أن إجراءات الجيش الإسرائيلي لتجنب إلحاق الأضرار بموظفي الإغاثة لا تعمل كما ينبغي.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة يوم الخميس “أحد الأمور التي قد تؤدي إلى تحسين المنظومة… هو أن تكون لدينا القدرة على الاتصال المباشر بشكل أكبر مع الجيش بدلا من المرور من خلال عدد من طبقات التنسيق العسكري المدني كما هو الحال الآن”.
وقالت وزارة الجيش الإسرائيلية يوم الثلاثاء إنها ستعمل على تعزيز التنسيق، بما في ذلك من خلال فتح غرفة مشتركة للتنسيق بين القيادة الجنوبية بالجيش الإسرائيلي ومنظمات الإغاثة الدولية.
* الأمر يقع على “عاتق إسرائيل”
قالت إسرائيل أيضا يوم الخميس إنها ستعدل الأساليب التي تستخدمها في الحرب.
وقالت بشرى الخالدي مستشارة السياسات في أوكسفام “إن قواعد الحرب تتطلب أن يعرف المتقاتلون دائما الفرق بين الأهداف العسكرية وموظفي الإغاثة الإنسانية”.
وتابعت “يتعين أن تأخذ إسرائيل على عاتقها تجنب إيذائنا”، مضيفة أن منظمات الإغاثة تجعل موظفيها مرئيين قدر الإمكان في محاولة لحمايتهم.
وقال الطاهي الشهير خوسيه أندريس الذي أسس ورلد سنترال كيتشن لرويترز إن إسرائيل استهدفت موظفي الإغاثة التابعين للمنظمة “بشكل ممنهج، وعربة تلو الأخرى”.