وصف مسؤول بارز في وزارة الخارجية الأميركية تقدم المفاوضات بين حركة "حماس" وإسرائيل، والتي انتقلت إلى مرحلة تضم مجموعات عمل متخصصة، بأنه "تقدم إيجابي"، لكنه أشار إلى أن "الشيطان يكمن في التفاصيل".
وتحدث سام وريبرغ، المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية، في مقابلة مع صحيفة "الشرق الأوسط" عن بعض النقاط الخلافية التي لا تزال قائمة بين الجانبين، منها عدد الرهائن الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، وكذلك قضايا تتعلق بمناطق نتساريم وفيلادلفيا ووجود الجيش الإسرائيلي.
وأكد وريبرغ أن الولايات المتحدة تعتقد أنه لا ينبغي لحركة "حماس" أن تكون في السلطة بعد انتهاء الحرب الحالية، وأن السلطة الفلسطينية هي الجهة المخولة بحكم الضفة الغربية وقطاع غزة، شريطة أن ترافق ذلك عملية إصلاح جذرية للسلطة.
فيما يتعلق باستمرار هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، أشار وريبرغ إلى أن التحالف الذي أنشأته الولايات المتحدة مع دول أخرى نجح في تقليص حجم الهجمات ومنعها من إلحاق أضرار أكبر. كما أكد عدم وجود أي تواصل مباشر بين الولايات المتحدة والحوثيين، مشيراً إلى أن التواصل يتم عبر وسائل الإعلام أو بعض الوسطاء في المنطقة مثل العمانيين. واتهم وريبرغ الحوثيين بتعطيل الجهود الدولية والإقليمية لتحقيق السلام في اليمن.
وفي الملف السوداني، أشاد وريبرغ بالجهود الدبلوماسية السعودية التي ساهمت في عقد اجتماعات جدة، والتقدم المحرز في المحادثات التي جرت مؤخراً في سويسرا. وأكد على أهمية استمرار هذه الجهود نظراً لأهمية السودان في القارة الأفريقية والشرق الأوسط.
الوضع في غزة: تقدم في المفاوضات لكن التفاصيل معقدة
أكد وريبرغ أن المفاوضات بشأن غزة شهدت تقدماً ملحوظاً في الأيام الأخيرة، حيث تم تحويل النقاشات إلى مجموعات عمل متخصصة لبحث التفاصيل، مشدداً على أن التركيز على التفاصيل يعني أن هناك اتفاقاً واسع النطاق على الإطار العام والمبادئ الكبرى، رغم عدم التوصل إلى اتفاق نهائي حتى الآن.
وأضاف أن الولايات المتحدة تعتقد أن "حماس" وإسرائيل تدركان أهمية إنهاء الحرب، مشيراً إلى أن الرغبة السياسية من الجانبين يمكن أن تؤدي إلى إنهاء الحرب في أي وقت. ومع ذلك، أكد أن الأطراف الخارجية مثل الولايات المتحدة أو مصر أو قطر لا تستطيع فرض إرادتها على الجانبين.
لا مستقبل لـ"حماس" في السلطة
وعند سؤاله عن مستقبل غزة بعد انتهاء الحرب، أوضح وريبرغ أن الإدارة الأميركية ترى على المدى البعيد حق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة على حدود 1967. وأكد أن الولايات المتحدة تعتقد أن "حماس" ليس لديها أي إمكانية للبقاء في السلطة بعد توقف الحرب، وأن السلطة الفلسطينية يمكن أن تكون الجهة الوحيدة التي تدير الضفة الغربية وقطاع غزة، شريطة إصلاحها.
وأكد أن المرحلة الأولى هي إنهاء الحرب، ومن ثم طرح سؤال حول من سيوفر الخدمات الأساسية للشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة. من وجهة نظر الولايات المتحدة، لا يمكن لحركة "حماس" أن تكون في السلطة بعد الحرب.
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت "حماس" سترفض التخلي عن السلطة في غزة، قال وريبرغ إنه لم يتم الوصول إلى هذه النقطة بعد، لكنه أشار إلى أن "حماس" فقدت السيطرة على قطاع غزة، وأن الولايات المتحدة لا تعترف بها كسلطة شرعية.
وفي تعليقه على تصريحات وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي بن غفير بشأن بناء كنيس يهودي في القدس، أكد وريبرغ أن الولايات المتحدة تدين هذه التصريحات التحريضية، مشدداً على أن بلاده تركز على العلاقة الرسمية مع الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو، وترفض أي محاولات لتغيير الوضع الراهن في القدس.