في ظل استمرار حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة تستمر جهود الوسطاء في محولة لكسر الجمود للتوصل إلى وقف اطلاق نار مؤقت ويتطور بعد ذلك إلى وقف دائم وذلك يعتمد على مقترح مصري تقدّمت به المخابرات إلى حماس ودولة الاحتلال.
وجرى أمس محادثات دبلوماسية في العاصمة القطرية، الدوحة، جمعت رئيس الموساد الإسرائيلي ديدي بارنيا برئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بيل بيرنز، ورئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني. تهدف هذه المحادثات إلى مناقشة فرص تحقيق وقف إطلاق نار، والإفراج عن الأسرى في إطار صفقة تبادل شاملة مع حركة حماس.
وفي هذا السياق، قدم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اقتراحًا جديدًا يقضي بوقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة، يتخلله الإفراج عن أربعة رهائن إسرائيليين مقابل أسرى فلسطينيين، تليها محادثات مكثفة لمدة 10 أيام للوصول إلى هدنة دائمة. وقد أعربت حركة حماس عن ترحيبها بالمقترح المصري، لكنها شددت على رفضها للالتزام بوقف إطلاق النار دون انسحاب إسرائيلي كامل من شمال غزة، وفق ما نقلته مصادر مقربة.
كما أشار مسؤول رفيع في حماس إلى أنهم يعتزمون تقديم مقترح شامل للمفاوضين، يتضمن وقف فوري للعمليات العسكرية الإسرائيلية مقابل إطلاق جميع الأسرى الإسرائيليين.
وفي إسرائيل تتزايد مشاعر التشاؤم حول إمكانية تحقيق تقدم في المحادثات مع حماس، مع تقديرات تفيد بأن الوضع سيبقى على حاله على الأقل حتى الانتخابات الرئاسية الأميركية في 5 نوفمبر. وفي سياق المبادرة التي تقدم بها رئيس المخابرات المصرية عباس كامل، يبدو أن إسرائيل لا تعيرها اهتمامًا كبيرًا، حيث اعتبرها المسؤولون "فرصة ضئيلة" لتحقيق انفراجة.
وقال مصدر مطلع على تفاصيل المفاوضات لصحيفة "يديعوت احرونوت" "المفاوضات الحالية تبدو وكأنها تدار بين الأطراف الإسرائيلية والوسطاء فقط، دون حوار حقيقي مع حماس، التي تتمسك بموقفها الأساسي: إنهاء كامل للحرب وانسحاب كامل من غزة". ووفقًا للمصدر، "هذا الشرط لا يزال عائقًا كبيرًا أمام أي تقدم، إذ أن حركة حماس لم تتراجع عن مطلبها خطوة واحدة".
ويعزو الجانب الإسرائيلي تشاؤمه إلى اعتقاده بأن حماس لن تقبل بأقل من انسحاب شامل من قطاع غزة، بما يشمل محور فيلادلفيا ومعبر رفح. كما يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحديات سياسية تمنعه من تقديم تنازلات في هذا الملف، خشية أن يؤدي ذلك إلى انهيار حكومته بسبب معارضة وزراء مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.
ورغم أجواء التشاؤم، يواصل رئيس الموساد، ديفيد برنيع، العمل على خطة جديدة منذ ثلاثة أسابيع، وكان قد استعرض تفاصيلها خلال لقائه برئيس المخابرات المصرية في القاهرة الأسبوع الماضي. وتستند خطة برنيع إلى إمكانية تعديل بعض النقاط بما يتماشى مع المقترح المصري وخطط أخرى، على أمل أن تمهد هذه الخطوات لعقد لقاءات مستقبلية قد تشمل وسطاء دوليين وتطرح إمكانية بدء مفاوضات حول صفقة لتحرير الرهائن.