أحرزت المفاوضات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، تقدماً كبيراً خلال الساعات الـ24 الماضية، وفق ما أفاد به مسؤولان أميركيان مطلعان على تفاصيل المحادثات التي يقودها المبعوث الأميركي، عاموس هوشستين. إلا أن الاتفاق النهائي لم يُعتمد بعد، فيما تخشى الإدارة الأميركية من تسريب مسودة الاتفاق، الأمر الذي قد يخلق معارضة سياسية داخل إسرائيل.
التطورات الميدانية:
زار هوشستين بيروت الأسبوع الماضي، في إطار جهود الوساطة، ما أسفر عن تقدم ملموس على صعيد الاستعدادات من جانب حزب الله للوصول إلى اتفاق وقف إطلاق نار منفصل مع إسرائيل، بغض النظر عن الوضع في غزة. ومن المقرر أن يلتقي هوشستين ومستشار شؤون الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، اليوم برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت لاستكمال النقاش حول بنود الاتفاق.
تفاصيل الاتفاقية المحتملة:
نشرت قناة "كان 11" الإسرائيلية مسودة اتفاقية وقف إطلاق النار بتاريخ 26 أكتوبر، وتضمنت بنوداً تلزم إسرائيل ولبنان بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701، الذي أنهى حرب لبنان الثانية. وتنص المسودة على أن الجيش اللبناني وقوات "اليونيفيل" هما القوتان الوحيدتان المخولتان بالانتشار جنوب نهر الليطاني، مع ضرورة تدمير أي بنية عسكرية خارجة عن سيطرة الحكومة اللبنانية في جنوب لبنان، وتنظيم دخول الأسلحة وفق إشراف مباشر من الجيش اللبناني.
وستقوم الولايات المتحدة بإدارة آلية مراقبة تنفيذ الاتفاق مع دول أخرى، لضمان استمرارية الالتزام ببنوده، وتعتزم إسرائيل سحب قواتها من لبنان تدريجياً خلال سبعة أيام من إعلان الهدنة.
ضمانات أميركية لإسرائيل:
وافقت الولايات المتحدة على منح إسرائيل رسالة جانبية تلتزم فيها بدعم أي تحرك إسرائيلي ضد انتهاكات محتملة للاتفاق من جانب حزب الله، في حال لم يتمكن الجيش اللبناني أو "اليونيفيل" من التصدي لها. ووفقاً لمسودة الرسالة، ستدعم الولايات المتحدة حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، بشرط التشاور معها، والحد من أية أضرار محتملة للمدنيين.
تصريحات المسؤولين:
أكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، شون سوت، أن الوثائق التي سُربت هي مجرد مسودات ولا تمثل الحالة النهائية للمفاوضات. وأعرب مسؤولون أميركيون عن خشيتهم من أن يؤدي نشر هذه المسودات إلى تعقيد المفاوضات وخلق معارضة داخلية في إسرائيل ضد الاتفاق.
آفاق مستقبلية
يرى مراقبون أن اتفاق وقف إطلاق النار قد يمثل إنجازاً مهماً للرئيس بايدن في نهاية فترته الرئاسية، ويسهم في تهدئة الصراع المتصاعد في المنطقة.