تشهد الأسواق المحلية في الضفة الغربية انخفاضاً كبيراً في أسعار الدواجن، حيث يتراوح سعر الكيلوغرام حالياً بين 10 و11 شيكل، فيما يُباع كيلو الدجاج المسحب بين 20 و22 شيكل، وهو انخفاض واضح مقارنة بالفترات السابقة.
أسباب الانخفاض: فائض في المعروض وضعف الطلب
أوضح أحد أصحاب متاجر بيع الدواجن في رام الله أن الانخفاض في الأسعار يعود بشكل أساسي إلى زيادة المعروض من الدواجن في الأسواق مقابل تراجع الطلب، الذي تأثر بالأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تواجهها الأسر الفلسطينية. وأشار إلى أن الأحداث الأخيرة في غزة والضفة الغربية ساهمت في تراجع الطلب بنسبة تصل إلى 40%.
كما بيّن أن تكلفة الكيلوغرام على التجار تصل حالياً إلى 8 شواكل قبل بيعه للمستهلك، مشيراً إلى انخفاض أسعار الصيصان إلى 4 شواكل مقارنة بـ5 شواكل في الفترات السابقة، مما خفف من تكلفة الإنتاج.
انعكاسات اقتصادية وتحديات القطاع
جاء هذا الانخفاض في ظل أزمة اقتصادية متفاقمة تعاني منها العائلات الفلسطينية، حيث تراجعت القدرة الشرائية ما أدى إلى انخفاض استهلاك اللحوم والدواجن بشكل ملحوظ.
على الجانب الآخر، يحذر مربو الدواجن من أن استمرار الأسعار المنخفضة قد يؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، خصوصاً مع ارتفاع التكاليف التشغيلية وصعوبة تغطية النفقات في ظل تراجع الطلب.
توقعات بارتفاع الأسعار مع حلول الشتاء
يتوقع خبراء في قطاع الدواجن أن ترتفع الأسعار مجدداً مع دخول فصل الشتاء، لتصل إلى حوالي 18 شيكلاً للكيلوغرام، بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج مثل التدفئة والأعلاف، ما قد يزيد من التحديات التي تواجه المربين والمستهلكين على حد سواء.
أرقام وإحصائيات
وفق بيانات التعداد الزراعي الأخير، بلغ عدد الدجاج اللاحم في الضفة الغربية وقطاع غزة حوالي 71 مليوناً في عام 2021، حيث استحوذت مزارع الضفة على النصيب الأكبر بواقع 57 مليون دجاجة، مقابل 14 مليوناً في غزة. وتشير التقديرات إلى أن الفلسطينيين يستهلكون حوالي 4.4 ملايين دجاجة شهرياً.
هذا التراجع في أسعار الدواجن يعكس الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة، ويثير تساؤلات حول استدامة القطاع الزراعي وقدرة الأسر الفلسطينية على التكيف مع الظروف المتغيرة.