المدنيون بين التهجير والمعاناة الإنسانية

الجيش الإسرائيلي يعمّق عملياته في غزة: دعوات للإخلاء وتحركات عسكرية مكثفة

قوة إسرائيلية تستعد لدخول بيت حانون السبت (أ.ف.ب).jpeg

في إطار العملية العسكرية المستمرة منذ أكثر من 14 شهرًا، أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر جديدة تدعو الفلسطينيين في شمال غربي مدينة غزة إلى إخلاء منازلهم والانتقال إلى وسط المدينة. جاء هذا الإعلان عبر بيان نشره المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، على منصة "إكس"، والذي وصف التحذير بأنه "إجراء مسبق" يسبق هجومًا عسكريًا وشيكًا.

ودعا البيان سكان المناطق المصنفة D1 وD3، بما يشمل أحياء النصر ومدينة العودة وحي المرابطين، إلى مغادرة منازلهم فورًا والتوجه إلى وسط مدينة غزة، متذرعًا بأن هذه المناطق تُستخدم لإطلاق القذائف الصاروخية من قبل الفصائل الفلسطينية.

استهداف متواصل للشمال وتوسع العمليات

تأتي هذه التطورات بعد حملة عسكرية إسرائيلية مكثفة استهدفت مناطق واسعة من شمال قطاع غزة، مثل جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، حيث ألحقت قوات الاحتلال دمارًا واسعًا في البنية التحتية وأدت إلى تهجير آلاف السكان.

وفقًا لمصادر عسكرية إسرائيلية، فإن الهدف من العمليات المتواصلة هو بسط السيطرة الأمنية الكاملة على شمال القطاع، بما يشمل إنشاء مناطق عازلة تمنع أي هجمات مستقبلية من الفصائل الفلسطينية. وأفادت تقارير بأن الجيش الإسرائيلي بدأ بنقل وحدات قتالية، مثل "لواء ناحال"، الذي عمل سابقًا في رفح جنوب القطاع، إلى الشمال لمواصلة تنفيذ خطط التدمير الممنهج.

تعزيزات عسكرية وتصعيد جوي

بالتزامن مع توجيه دعوات الإخلاء، أعلنت هيئة الأركان الإسرائيلية عن تعزيز قواتها على الحدود مع غزة استعدادًا لتوسيع العمليات. وتشمل هذه التعزيزات وحدات مدرعة وهندسية تعمل على تنفيذ تحركات برية، إضافة إلى تكثيف الغارات الجوية على مواقع يُعتقد أنها تُستخدم من قبل الفصائل المسلحة.

وأشار رئيس الأركان الإسرائيلي، اللواء هرتسي هليفي، إلى أن العمليات تهدف إلى زيادة الضغط العسكري على الفصائل، بما في ذلك حماس، وسط تعثر المفاوضات بشأن إطلاق سراح المختطفين الإسرائيليين.

الأوضاع الإنسانية تتفاقم

تعيش المناطق المستهدفة في شمال غزة أوضاعًا إنسانية كارثية مع تزايد أعداد النازحين الذين يفترشون الطرقات أو يتجمعون في مدارس ومراكز إيواء مؤقتة. وتفاقم الأزمات المعيشية من معاناة السكان، في ظل انقطاع شبه كامل للخدمات الأساسية، بما في ذلك الماء والكهرباء.

تصعيد متواصل وسط تعقيدات سياسية

تتزامن هذه التحركات العسكرية مع إطلاق صواريخ من قطاع غزة باتجاه مستوطنات إسرائيلية، ما يزيد من حدة التصعيد. وعلى الرغم من الإجراءات الإسرائيلية، لم تسجل تقارير وقوع إصابات أو أضرار كبيرة جراء الهجمات الصاروخية الأخيرة.

العمليات الإسرائيلية في غزة تسير بخطى متسارعة نحو تحقيق أهدافها العسكرية، وسط تصعيد ميداني ينذر بمزيد من التدهور الإنساني والسياسي في القطاع.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - قطاع غزة