تقرير بنك فلسطين خلال 2024: حلول مصرفية رقمية لدعم أهالي غزة في مواجهة المأساة

بنك فلسطين.jpg

تعكس أزمة عمل المصارف في قطاع غزة إحدى أدوات الإبادة الجماعية التي تستخدمها سلطات الاحتلال لتقويض البنية الاقتصادية والخدمات المالية. يتمثل ذلك في منع وصول السيولة النقدية الضرورية لاستمرار عمل البنوك، خاصة بالعملات المتداولة، وعلى رأسها الشيقل الإسرائيلي الذي يُعد العملة الرئيسية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. هذا الحصار المالي أدى إلى خلق أزمة سيولة غير مسبوقة في قطاع غزة، أثرت بشكل مباشر على السكان، حيث تحول دون قدرتهم على سحب أموالهم من البنوك، سواء كانت رواتب وأجور أو مدخرات وودائع، بالإضافة إلى عرقلة تلقي التحويلات المالية من الخارج. ومع استمرار العدوان الإسرائيلي وتدمير معظم البنوك وأجهزة الصراف الآلي، يواجه قطاع غزة أزمة سيولة خانقة ومستمرة، تزيد من معاناة السكان اليومية وتعمق التحديات الاقتصادية في ظل الحصار والعدوان المتواصل. بحسب ما جاء على موقع مركز الميزان لحقوق الانسان.

تدمير عمارة بنك فلسطين


التزام بنك فلسطين بالخدمات في ظل الأزمات

 واصل بنك فلسطين ريادته في تقديم الخدمات للفلسطينيين النازحين في القطاع، مع تسهيل المعاملات البنكية عبر خدمات إلكترونية مبتكرة وبرامج دعم موجهة لكافة شرائح المجتمع. أثبت البنك التزامه بتخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين، مستعينًا بتطبيقه الإلكتروني "بنكي"، الذي أصبح شريان حياة اقتصاديًا واجتماعيًا في ظل الظروف الراهنة.

أزمة تفعيل الحسابات القديمة

رغم الجهود الكبيرة التي بذلها بنك فلسطين لضمان استمرارية خدماته، أعرب بعض المواطنين عن انزعاجهم من عدم قدرة البنك على تفعيل حساباتهم القديمة. خاصة أن العديد من النازحين فقدوا أوراقهم الثبوتية، مما أثر على قدرتهم في الوصول إلى حساباتهم والاستفادة  من الخدمات الرقمية. وأكد البنك أنه يعمل على توفير حلول بديلة تشمل آليات مرنة لتحديث البيانات وتفعيل الحسابات بسهولة ودون تعقيد.

أزمة السيولة النقدية وحل تطبيق "بنكي"

تشهد غزة أزمة سيولة خانقة أدت إلى صعوبة حصول المواطنين على الأموال النقدية حتى وإن كانت موجودة في حساباتهم البنكية. دفع ذلك الكثيرين للجوء إلى طرق بديلة مثل "تكييش" البضائع أو السوق السوداء، وهي عمليات مكلفة تتطلب عمولات مرتفعة تصل من 20 إلى  30%. في هذا السياق، قدم تطبيق "بنكي" حلاً عمليًا لهذه الأزمة، حيث أتاح للمواطنين إلى شراء السلع، وتحويل الأموال إلكترونيًا دون الحاجة إلى النقد الورقي. ساعد التطبيق في تخفيف الاعتماد على السوق السوداء وضمان استمرارية الدورة الاقتصادي دون استغلال وابتزاز.

شهادات من الميدان عن دور التطبيق

التأثير الإيجابي لتطبيق "بنكي" يظهر جليًا في شهادات المواطنين. الصحفي هاني يوسف أكد أن التطبيق سهّل عليه إدارة أموره المالية أثناء في ارسال واستقبال الأموال خلال عمله الميداني وبعده عن الاسرة، الطبيبة ألاء أحمد اعتبرته "طوق نجاة" مكنها من تحويل الأموال لعائلتها بسهولة. بينما أشار المهندس سامر عبد الله إلى دوره في متابعة حساباته وجدولة دفعاته، مما ساعده على مواجهة تعقيدات الوضع الاقتصادي في القطاع. وأشادت أميرة شاهين، عاملة الإغاثة الدولية، بالسهولة التي وفرها التطبيق في دعم عملها الإنساني مع النازحين.

تطبيق "بنكي" ودوره الريادي في الخدمات الإلكترونية

تحول تطبيق "بنكي" إلى أداة أساسية في حياة سكان غزة، حيث وفر مجموعة من الخدمات المتنوعة التي تشمل تحويل الأموال محليًا ودوليًا، إدارة الحسابات، دفع الفواتير، والحصول على إشعارات فورية عن أي حركة مالية. هذه الخدمات عززت من استقرار الحياة اليومية للمواطنين وسط الظروف الصعبة.

الدور الإنساني والاقتصادي لبنك فلسطين

إلى جانب الخدمات الإلكترونية، قدم البنك برامج دعم مالي متعددة شملت تأجيل سداد القروض للشركات الصغيرة والأفراد المتضررين، بالإضافة إلى دعم الأسر التي فقدت مصادر دخلها. كما ساهم في تنفيذ مشاريع إنسانية وخدمات موجهة للنازحين في القطاع، مما عزز شعور المواطنين بأن البنك شريك حقيقي في تخفيف معاناتهم.

إشادة بدور البنك في دعم صمود غزة

لاقى أداء بنك فلسطين إشادة واسعة من مختلف شرائح المجتمع، حيث تجاوز دوره كمؤسسة مصرفية ليصبح جزءًا أساسيًا من صمود الفلسطينيين أمام أكبر مأساة إنسانية تعرض لها القطاع. بتقديمه الابتكار والخدمات، يواصل بنك فلسطين ريادته والتزامه بمسيرته الوطنية والإنسانية، ليظل داعمًا رئيسيًا للمجتمع الفلسطيني في أحلك الظروف.

المصدر: خاص وكالة قدس نت للأنباء - قطاع غزة