يديعوت: العملية العسكرية الإسرائيلية في شمال غزة تدخل شهرها الثالث دون تحقيق أهداف استراتيجية واضحة

العملية العسكرية الإسرائيلية في شمال غزة تدخل شهرها الثالث

يديعوت أحرونوت - مع دخول العملية العسكرية الإسرائيلية الواسعة في شمال قطاع غزة شهرها الثالث، تساءل محللون حول ما إذا كانت هذه الحملة العسكرية تحقق أهدافها الاستراتيجية التي أعلنتها الحكومة الإسرائيلية في بداية الحرب.

وفقًا للمعلومات المتاحة، حقق الجيش الإسرائيلي إنجازات عسكرية ملموسة، حيث تم القضاء على مئات وربما آلاف العناصر المسلحة، واعتقال عدد كبير، إلى جانب تدمير بنى تحتية عسكرية، تشمل تهديدات أمنية في مناطق "مثلث" بيت حانون، بيت لاهيا، وجباليا. ومع ذلك، فإن هذه الإنجازات العسكرية لم تؤد إلى تحقيق نتائج استراتيجية واضحة، مثل القضاء على حركة حماس أو دفعها نحو التنازل عن مواقفها الصلبة.

يديعوت: مسؤولون غربيون: حماس تستعيد قدراتها في وسط قطاع غزة بغياب سياسة إسرائيلية واضحة

مكاسب عسكرية بدون غطاء استراتيجي

رغم السيطرة العسكرية على مناطق واسعة في شمال القطاع، لا يزال القتال مستمرًا في عدة نقاط، وإن كان بوتيرة أقل مقارنة بالمراحل الأولى من الحرب. ومع ذلك، فإن العملية لم تنجح في خلق واقع جديد يلبي الأهداف الإسرائيلية، مثل تفكيك حماس، إثارة انتفاضة شعبية ضدها، أو إطلاق سراح المختطفين.

تعقيدات اليوم التالي

مع مرور 15 شهرًا على بداية الحرب، تعرضت حماس لضربات عسكرية غير مسبوقة، لكنها لا تزال القوة المسيطرة في غزة. الحركة تحتفظ بقبضتها على السكان، وتسيطر على المجال العام ومؤسسات التعليم، دون وجود أي بديل واضح يمكن أن ينافسها.

الحكومة الإسرائيلية تتحدث عن خطط مستقبلية تشمل "خطة الفقاعة" والتعاون مع عشائر محلية وشركات دولية، لكنها حتى الآن لم تقدم رؤية متماسكة ومتكاملة لكيفية إدارة غزة بعد انتهاء العمليات العسكرية.

استراتيجيات متضاربة وتحديات قائمة
أبرز الانتقادات الموجهة للنهج الإسرائيلي الحالي هو غياب استراتيجية طويلة المدى، حيث يبدو أن التكتيك العسكري هو الذي يحدد الواقع على الأرض. في ظل ذلك، يستمر بناء الطرق والمجمعات العسكرية في القطاع دون إجابة واضحة حول رؤية إسرائيل المستقبلية لإدارة المنطقة.

إسرائيل تدرس إصدار أمر باحتلال مدينة غزة على خلفية تعثر المفاوضات مع حماس

خيارات المستقبل: حلول وسط أم حرب استنزاف؟

من بين الخيارات المتاحة، يبرز اقتراح نقل المسؤولية إلى جهة أجنبية أو تشكيل هيكلية حكم جديدة تضم عناصر من فتح مع مراقبة أمنية دولية. هذا الخيار يحمل وعودًا بتحقيق استقرار نسبي دون القضاء الكامل على حماس، لكنه قد يسمح بإطلاق سراح المختطفين وتأمين المصالح الإسرائيلية.

أما البديل الآخر فهو مواصلة حرب استنزاف طويلة الأمد، دون ضمانات بتحقيق النصر النهائي أو إطلاق سراح الرهائن، مما يثير تساؤلات حول فعالية هذا النهج على المدى الطويل.

بين نجاحات عسكرية ملحوظة وغياب استراتيجية سياسية واضحة، تدخل إسرائيل شهرها الثالث في حملة معقدة في شمال قطاع غزة، تاركة المجال مفتوحًا للتكهنات حول مآلات هذه الحرب وآفاق الحلول المستقبلية.
 

المصدر: خاص وكالة قدس نت للأنباء - القدس المحتلة