يديعوت: معركة الأنفاق في غزة – هل تعرضت إسرائيل لفشل استراتيجي أمام حماس؟

انفاق غزة.png

استعرضت صحيفة يديعوت احرونوت أهم التحديات التي واجهتها اسرائيل في محاربة الانفاق داخل قطاع غزة وقالت "في خضم الصراع الدامي بين إسرائيل وحماس، وبعد مرور أكثر من عام على الحرب في قطاع غزة، تواجه إسرائيل تحديات متزايدة في تحقيق أهدافها الاستراتيجية. فعلى الرغم من إنجازات كبيرة في العمليات العسكرية، إلا أن حماس لا تزال تحتفظ بقدرات عسكرية تؤرق الجيش الإسرائيلي، كما تشير التطورات الأخيرة".

صفقة معقدة وتأثيرها على الوضع العسكري

تم الإعلان عن صفقة لإطلاق سراح المختطفين، تضمنت مرحلتين رئيسيتين. في المرحلة الأولى، تم إطلاق سراح 33 رهينة مقابل وقف لإطلاق النار مؤقتًا. لكن المرحلة الثانية قد تستدعي مفاوضات إضافية، مع احتمالية العودة إلى القتال في أي لحظة. وبينما وفرت الصفقة فرصة لإسرائيل لاستعادة بعض من أسراها، إلا أنها منحت حماس فرصة لإعادة تنظيم صفوفها وتحقيق مكاسب سياسية ودبلوماسية.

وفقًا لتقارير دولية وتقديرات مسؤولين عسكريين سابقين، وافقت إسرائيل، تحت ضغوط دولية وضمانات أمريكية، على وقف العمليات العسكرية الكبرى، رغم استمرار العمليات على الأرض. وهذا يثير تساؤلات حول مدى فعالية هذه الاستراتيجية في تحقيق أهداف إسرائيل العسكرية.

التحديات العسكرية المتبقية

ما زالت عشرات الكيلومترات من الأنفاق التابعة لحماس دون معالجة، وخاصة في المناطق الوسطى والجنوبية من القطاع. هذه الأنفاق تعد شريان حياة لحماس، حيث تُستخدم لتخزين الأسلحة والذخائر وتنفيذ هجمات مفاجئة. كما تشير تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى أن لدى حماس القدرة على إعادة إنتاج الأسلحة بشكل جزئي وإعادة هيكلة قيادتها العسكرية.

على الرغم من استهداف عدد كبير من قيادات حماس، لا يزال بعض القادة البارزين على قيد الحياة، مثل عز الدين حداد ورافع محمد، ما يعزز قدرة الحركة على إعادة بناء قوتها العسكرية.

إنجازات الجيش الإسرائيلي والتحديات المستمرة

حقق الجيش الإسرائيلي إنجازات كبيرة خلال العام الماضي، بما في ذلك تدمير العديد من البنى التحتية لحماس والقضاء على معظم قادتها العسكريين الرئيسيين. لكن العمليات في مناطق مثل جباليا وبيت حانون كانت مكلفة بشريًا، حيث سقط عشرات الجنود الإسرائيليين.

إضافة إلى ذلك، لا يزال الجيش الإسرائيلي يواجه صعوبة في اجتثاث حماس من معاقلها الرئيسية، مثل النصيرات والبريج، وسط القطاع، حيث لم تُنفذ أي مناورة عسكرية كبرى هناك حتى الآن.

المناطق العازلة واستراتيجية المستقبل

أنشأ الجيش الإسرائيلي مناطق عازلة بعمق كيلومترين داخل قطاع غزة، مع إزالة آلاف المباني والحقول الزراعية. ورغم ذلك، تظل الأنفاق الممتدة إلى داخل هذه المناطق تهديدًا مستمرًا. وتستمر الفرق الهندسية الإسرائيلية في العمل يوميًا على اكتشاف هذه الأنفاق وتدميرها.

استمرار الحرب الطويلة

في تقدير أحد قادة الجيش الإسرائيلي، فإن هزيمة تنظيم كحماس، الذي استغرق بناءه أكثر من 15 عامًا، لن تكون ممكنة في غضون عام أو عامين. وأكد القائد أن العمليات البرية قد تستمر لسنوات لتحقيق الأهداف المتمثلة في تقليص قوة حماس إلى الحد الأدنى.

ومع استمرار النزاع، يبقى السؤال مفتوحًا حول التكلفة البشرية والاقتصادية والسياسية لاستمرار هذه الحرب طويلة الأمد، وما إذا كانت إسرائيل قادرة على تحقيق نصر حاسم، أم أن الصراع مع حماس سيظل نزيفًا مفتوحًا على الجانبين.

ختامًا، يبدو أن التحديات التي تواجهها إسرائيل في غزة لن تنتهي قريبًا، مع بقاء حماس قادرة على المناورة والاحتفاظ بقوتها العسكرية، مما يضع المنطقة أمام مستقبل غامض ومفتوح على كافة الاحتمالات.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - القدس المحتلة