المقاومة الفلسطينية تسلم ثلاثة أسرى إسرائيليين ضمن المرحلة السادسة من صفقة تبادل الأسرى

بلا عنوان.jpg

غزة - السبت، 10 فبراير 2025 – سلمت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، ثلاثة أسرى إسرائيليين إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، ضمن المرحلة السادسة من صفقة تبادل الأسرى المعروفة بـ**"طوفان الأقصى"**.

رسالة المقاومة: "الوقت ينفد"

وأظهرت المقاومة الفلسطينية رسائل رمزية خلال عملية التسليم، حيث قدم مقاتلو كتائب القسام للأسرى الإسرائيليين المفرج عنهم ساعة رملية تحمل عبارة "الوقت ينفد"، في إشارة إلى مصير بقية الأسرى الذين لا يزالون محتجزين لديها.

مراسم التسليم وسط حضور عسكري وشعبي

انتشرت عناصر كتائب القسام وسرايا القدس بشكل مكثف في خان يونس قبيل عملية التسليم، حيث جرت المراسم وسط تواجد عسكري وشعبي واسع. وقد تمت العملية عبر مركبة استولت عليها القسام خلال عمليات 7 أكتوبر 2023، مما أضاف بُعدًا رمزيًا آخر للحدث.

رسائل سياسية ولافتات رمزية

وضعت المقاومة الفلسطينية مجموعة من اللافتات والعبارات الرمزية على منصة تسليم الأسرى، ومن بينها: "لا هجرة إلا للقدس" "نحن الطوفان يا قدس فاشهدي" "عبرنا مثل خيط الشمس" صور قادة المقاومة، يتقدمهم محمد الضيف، قائد أركان كتائب القسام.

كما رفعت صورة الأسير الإسرائيلي متان تسنجأوكر ووالدته عيناف تسنجأوكر، مصحوبة بعبارة "الوقت ينفد"، في إشارة إلى ضرورة الإسراع في تنفيذ باقي مراحل الصفقة.

تصريحات الأسرى المفرج عنهم

عقب الإفراج عنهم، ناشد الأسير الإسرائيلي ساغي ديكل حن حكومة الاحتلال قائلاً: "أطلب من الحكومة فعل كل شيء لاستمرار الصفقة".

أما الأسير يائير هورن، فقد حث حكومته على التحرك العاجل، مؤكدًا: "يجب إعادة جميع المخطوفين إلى منازلهم، ولا مزيد من الوقت لديهم".

هدايا ورسائل إنسانية من حماس والقسام للأسرى

وفي بادرة غير مسبوقة، كشفت مصادر في كتائب القسام أن الكتائب قدّمت للأسير ساغي ديكل حن قطعة ذهبية هدية لابنته، التي وُلدت بعد أربعة أشهر من أسره، في خطوة فسرت على أنها رسالة إنسانية وسياسية في الوقت ذاته.
وأكدت حركة حماس أن حضور صورة القدس والأقصى والحشود الجماهيرية في عملية تسليم أسرى العدو رسالة متجدّدة للاحتلال وداعميه أنهما خط أحمر.

وقالت في تصريح صحفي أن إطلاق سراح الدفعة السادسة من أسرى العدو، تأكيدٌ أنَّ لا سبيل للإفراج عنهم إلا بالمفاوضات وعبر الالتزام باستحقاقات اتفاق وقف إطلاق النار، مضيفة يُتابع شعبُنا وأمتنا والأحرار في كلّ العالم مشاهدَ من القوَّة والعزَّة والكبرياء بإنجاز المقاومة صفقة التبادل المشرّفة، التي جسّدت تلاحم شعبنا ومقاومتنا.

وختمت تصريحها نقولها للعالم أجمع: لا هجرة إلا للقدس، وهذا هو ردنا على كل دعوات التهجير والتصفية التي أطلقها ترامب ومن يدعم نهجه من قوى الاستعمار والاحتلال.

 

تفاصيل الصفقة والمرحلة الأولى من وقف إطلاق النار

وتأتي هذه التطورات ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي بدأ سريانه في 19 يناير 2025، وهو الاتفاق الذي ينص على وقف العمليات العسكرية المتبادلة لمدة 42 يومًا، يتم خلالها تنفيذ عدة مراحل لتبادل الأسرى.

وتجري المفاوضات حاليًا، بوساطة مصرية وقطرية ودعم من الولايات المتحدة، لإتمام المرحلتين الثانية والثالثة من الصفقة، والتي قد تشمل إفراجات إضافية عن الأسرى الفلسطينيين مقابل إطلاق سراح المزيد من المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة.

أبعاد سياسية واستراتيجية للصفقة

يُنظر إلى صفقة "طوفان الأقصى" باعتبارها واحدة من أكبر عمليات تبادل الأسرى في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث تسعى المقاومة من خلالها إلى تحقيق أكبر مكاسب سياسية وإنسانية، في ظل التوترات الإقليمية والدولية المحيطة بملف قطاع غزة.

وبينما تتابع الأطراف الدولية المفاوضات عن كثب، يبقى السؤال مفتوحًا حول مدى التزام الاحتلال بتنفيذ مراحل الصفقة وفق الشروط المتفق عليها، وما إذا كان يمكن التوصل إلى اتفاق شامل يحافظ على التهدئة، ويفتح المجال أمام مسار سياسي أكثر استقرارًا في المنطقة.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - قطاع غزة