الأمم المتحدة تحذر: الوقت ينفد أمام النساء والفتيات في غزة وسط تصاعد الحرب والحصار

نساء غزة.webp

في بيان مشترك صدر اليوم، دقّت هيئة الأمم المتحدة للمرأة وصندوق الأمم المتحدة للسكان ناقوس الخطر بشأن الأوضاع المتدهورة في قطاع غزة، مؤكدتين أن النساء والفتيات يواجهن تهديدًا وجوديًا حقيقيًا في ظل استمرار القصف، وانهيار البنية التحتية، وتفاقم الأزمة الإنسانية.

تهجير قسري ومعاناة متفاقمة

وجاء في البيان أن هديل، فتاة فلسطينية تبلغ من العمر 10 سنوات، نُزحت قسرًا برفقة والدتها من المنطقة الشرقية لدير البلح، بعد صدور أمر إخلاء إسرائيلي. هذا المشهد بات مألوفًا في قطاع غزة، حيث تُجبر آلاف العائلات على الهروب في ظروف قاسية، حاملين ما تبقى لهم من أمتعة، وسط مشاهد الغبار والدمار.

تصاعد الخسائر البشرية والمناطق المحظورة

منذ استئناف العدوان الإسرائيلي في 18 مارس/آذار، قُتل أكثر من 500 طفل و270 امرأة، فيما بات ثلثا مساحة غزة مناطق محظورة، بحسب تقارير الأمم المتحدة. كما أفادت منظمات نسوية محلية بأن "لا مكان آمن في القطاع"، مع نزوح ما يزيد عن 400 ألف مواطن إلى مناطق مكتظة تفتقر إلى الغذاء والمياه والرعاية الطبية.

المخيمات المكتظة تفتقر لأدنى مقومات الحياة

ويشير البيان إلى أن المجاعة والأمراض تتفشى بلا رادع، بينما تعيش العائلات في مخيمات عشوائية بلا صرف صحي ولا وقود، وسط برودة قاسية، وافتقار شامل لأي نوع من الحماية. وتواجه النساء الحوامل، والرضع، والمصابون بسوء التغذية، خطرًا مميتًا متزايدًا.

انهيار أنظمة الحماية ومخاطر على الفتيات

وقد أُغلقت 25% من المساحات الآمنة التي كانت تقدم دعمًا نفسيًا واجتماعيًا، في وقت تزايدت فيه الحاجة إليها بشكل ملح. وفي نهاية الأسبوع، دُمرت مدرسة دار الأرقم شرق غزة، والتي كانت توفر مأوى ومساحة آمنة مدعومة من صندوق الأمم المتحدة للسكان، ما ترك عشرات الأسر والنساء بلا مأوى.
الفتيات اليتيمات أو المنفصلات عن عائلاتهن يتعرضن لمخاطر جسيمة في هذا السياق، وفقًا لتحذيرات أممية.

المنظمات النسوية مستمرة رغم الاستهداف

ورغم الظروف الصعبة، تواصل المنظمات التي تقودها النساء عملها الإغاثي بدعم أممي. إلا أن حجم التحديات يتضاعف يومًا بعد يوم، خصوصًا مع مقتل وإصابة المئات من عمال الإغاثة خلال الأشهر الـ18 الماضية. ووصفت الأمم المتحدة هذه الاعتداءات بأنها "انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي".

مطالب أممية عاجلة

البيان الأممي طالب بـ: وقف فوري لإطلاق النارسماح كامل وغير مشروط بدخول المساعدات الإنسانيةتأمين الغذاء والدواء والوقود لكافة المدنيينالإفراج الفوري عن الرهائن والمعتقلين تعسفيًا.

وشدد البيان على أن "العالم لا يمكنه أن يواصل تجاهل النساء والفتيات في غزة، اللواتي يتعرضن للتجويع، القصف، وكتم الأصوات". وأضاف أن ما يحدث هو تدمير لأرواح تبحث عن الأمان، داعيًا إلى احترام القانون الدولي الإنساني، ومحاسبة من ينتهكه.

دعوة لحماية النساء والفتيات دون قيد أو شرط

في ختام البيان، أكدت المديرتان الإقليميتان للهيئتين الأمميتين على أن حماية النساء والفتيات في غزة مسؤولية دولية ملحة، وعلى العالم أن يتحرك الآن لضمان كرامتهن، سلامتهن، وحقوقهن دون استثناء.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - القاهرة