أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، أن الولايات المتحدة ستوقف ضرباتها الجوية في اليمن "بأثر فوري"، في أعقاب ما وصفه بـ"استسلام الحوثيين"، وذلك بعد تصعيد عسكري واسع في المنطقة.

وخلال استقباله رئيس الوزراء الكندي مارك كارني في المكتب البيضاوي، قال ترامب:

"الحوثيون أعلنوا أنهم لم يعودوا يريدون القتال. ببساطة، لا يريدون القتال بعد الآن. وسنكرّم ذلك. سنوقف القصف فورًا. لقد استسلموا".

وأضاف أن الحوثيين تواصلوا مع الجانب الأميركي برسالة مفادها:

"رجاءً، أوقفوا القصف، وسنتوقف من جانبنا عن استهداف السفن".

لا اتفاق رسمي... لكن وقف متبادل للهجمات

ورغم إعلان وقف الضربات، أكد ترامب أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق رسمي مع الحوثيين حتى الآن، لكنه قبل بتصريحاتهم كإشارة إلى رغبة حقيقية في إنهاء التصعيد، معتبرًا أن هذه الخطوة "خبر جيد"، وأنها قد تفتح الباب أمام إعلان كبير "قبل زيارته إلى الشرق الأوسط" المقررة الأسبوع المقبل.

تصعيد إسرائيلي استهدف صنعاء والحديدة

تأتي هذه التطورات بعد ساعات من تنفيذ الجيش الإسرائيلي غارات جوية استهدفت مطار صنعاء الدولي، ما تسبب في تعطيله بالكامل، وذلك ردًا على هجوم صاروخي شنه الحوثيون يوم الأحد على مطار بن غوريون في وسط إسرائيل.

كما كانت إسرائيل قد شنت غارات على ميناء الحُديدة يوم الاثنين، ضمن تصعيد عسكري متزامن مع العملية الأميركية ضد جماعة الحوثي، التي أسفرت بحسب مصادر الجماعة عن "مقتل وإصابة العشرات".

هجمات الحوثيين في البحر الأحمر ودعم غزة

ومنذ نوفمبر 2023، تنفذ جماعة الحوثي، المتحالفة مع إيران وتسيطر على أغلب مناطق شمال اليمن، هجمات متكررة على السفن التجارية في البحر الأحمر، تقول إنها تأتي دعمًا للفلسطينيين في غزة. وقد تسببت تلك الهجمات في اضطراب التجارة العالمية ومسارات الشحن البحري، وأثارت تحركات دولية واسعة لردع الجماعة.

ردود فعل وترقّب دولي

ورغم الترحيب الحذر بإعلان ترامب، تُبدي جهات دبلوماسية دولية قلقها من هشاشة الموقف، في ظل غياب اتفاق رسمي مكتوب يضمن الالتزام المتبادل بوقف العمليات العسكرية. كما يُنتظر أن تلقي هذه التطورات بظلالها على زيارة ترامب المرتقبة للمنطقة، والتي تشمل السعودية وقطر والإمارات، وسط تجاهل ملحوظ لإسرائيل بسبب "الوضع غير المستقر"، بحسب مصادر أميركية.