أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، اليوم الأربعاء، بدء "المرحلة الثانية" من خطة "الحسم" العسكرية، ضمن العمليات المستمرة في قطاع غزة، مشددًا على أن استدعاء قوات الاحتياط بشكل واسع بات "ضرورة فورية" لمواصلة تنفيذ الأهداف المعلنة.
جاءت تصريحات زامير خلال لقاء عُقد أمس الثلاثاء مع قادة الفرق والألوية في جيش الاحتلال، في إطار ما وصفه بـ"الاستعداد لعملية عربات جدعون"، وهي العملية البرية الكبرى التي يخطط لها الجيش الإسرائيلي في جنوب القطاع، وخصوصًا في منطقة رفح.
وقال زامير في البيان الصادر عن الجيش: "نحن في نقطة حاسمة. المرحلة الثانية من خطة الحسم بدأت، وعلينا التحرك بسرعة وبقوة". وأكد أن "إعادة الرهائن وهزيمة حماس لا يزالان الهدف الأساسي للعملية العسكرية الجارية".
كشفت صحيفة هآرتس أن قادة الأركان والألوية في الجيش الإسرائيلي فوجئوا خلال عرض رئيس الأركان، إيال زامير، للخطة العسكرية الجديدة، بأن إعادة المختطفين تأتي في المرتبة السادسة والأخيرة ضمن أهداف العملية العسكرية الجارية في قطاع غزة، وليس في صدارة الأولويات كما جرى الترويج له سياسيًا وإعلاميًا.
وبحسب الخطة التي عرضها زامير، فإن أولوية الجيش تتركز أولًا على هزيمة حركة حماس عسكريًا، ثم فرض السيطرة العملياتية الكاملة على القطاع، يليها نزع السلاح بشكل تام، ثم الإضرار بالبنية السلطوية للحركة وتفكيك مؤسساتها وقدراتها.
وتشمل الأهداف أيضًا العمل على دفع السكان الفلسطينيين في غزة إلى النزوح الطوعي، قبل أن تأتي مسألة استعادة الرهائن في الترتيب الأخير، وهو ما يعكس – وفق مراقبين – تحوّلًا استراتيجيًا في نهج إسرائيل تجاه إدارة الحرب ومآلاتها، ويثير جدلاً داخليًا متصاعدًا حول مصير الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة.
تأتي هذه التصريحات في ظل التصعيد المتواصل في غزة، وسط مخاوف دولية متزايدة من تفاقم الوضع الإنساني في القطاع، حيث تستمر العمليات الجوية والبرية الإسرائيلية، بالتوازي مع تحضيرات لتوسيع الهجوم داخل رفح، رغم تحذيرات أممية من كارثة إنسانية في حال تنفيذ الاجتياح.