مصر ترفض مقايضة ملف سد النهضة بمخطط "مدينة الخيام" في رفح: القاهرة تُبلغ واشنطن رفضها القاطع لتهجير الفلسطينيين

موظفون إثيوبيون في سد النهضة.jpg

كشفت مصادر دبلوماسية مصرية رفيعة، أن القاهرة رفضت رسميًا مقترحًا أمريكيًا لربط حل أزمة سد النهضة الإثيوبي بدعم مصري لمخطط تهجير سكان قطاع غزة إلى مدينة خيام مؤقتة في رفح الفلسطينية، قرب الحدود مع مصر، وذلك في إطار مفاوضات جرت مؤخرًا بين مسؤولين مصريين وأمريكيين.

محادثات مصرية أميركية حول سد النهضة وتهجير سكان غزة

وبحسب المعلومات التي حصلت عليها صحيفة "العربي الجديد"، فقد جرت محادثات موسعة نهاية الأسبوع الماضي بين مسؤولين مصريين وأميركيين، ناقشت وعدًا من الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالتدخل الحاسم لحل أزمة سد النهضة، مقابل تقديم مصر دعمًا لوجستيًا لمخطط "مدينة الخيام الإنسانية"، الذي تسعى إسرائيل لإقامته لإيواء نازحي غزة في رفح، في خطوة تعتبرها مصر غطاءً لعملية تهجير جماعي إلى سيناء.

ووفق مصادر دبلوماسية مصرية، عرض الجانب الأميركي على القاهرة تدخلًا فعّالًا ينهي أزمة سد النهضة، ويضمن توقيع اتفاق تشغيل ملزم يراعي الحقوق المائية المصرية، مقابل تسهيل خروج الفلسطينيين من غزة نحو مناطق داخل سيناء، عبر دعم إدارة مدينة الخيام من قبل السلطة الفلسطينية وتوفير حرية تنقل السكان "طوعًا".

القاهرة: لا لمقايضة الحقوق المائية بالسيادة على الأرض

أبلغت مصر الجانب الأميركي رفضها القاطع للمقايضة، وأكدت أن الربط بين أزمة سد النهضة وخطة التهجير الفلسطيني "غير مقبول سياسيًا وأمنيًا". وأوضحت المصادر أن مؤسسات الدولة المصرية، وعلى رأسها المؤسسة العسكرية والرئاسة، عقدت مشاورات مكثفة خلال الأسبوع الماضي، خلصت إلى التشديد على عدم القبول بأي خطوة تمس الأمن القومي المصري أو السيادة على الأرض.

وقالت المصادر إن تنفيذ الخطة الإسرائيلية بإقامة "مدينة خيام" في رفح، تمهيدًا لتوسيعها لاحقًا إلى داخل سيناء، يُعد تحايلًا لإعادة طرح مخطط التهجير القديم بمسميات إنسانية جديدة، وهو أمر ترى فيه مصر تهديدًا مباشرًا لعلاقاتها الاستراتيجية والأمنية، ومقدمة لمواجهة حتمية مستقبلية مع إسرائيل، في حال استمرت المقاومة الفلسطينية قرب الحدود المصرية.

ترامب يعد بحل أزمة سد النهضة... ومصر ترد بتثبيت ثوابتها

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد صرّح الأسبوع الماضي خلال لقائه بالأمين العام لحلف الناتو مارك روته، بأن بلاده تسعى لحل أزمة سد النهضة الإثيوبي، مشيرًا إلى أن "السد أوقف تدفق المياه إلى نهر النيل"، مؤكدًا: "لو كنت مكان مصر، لرغبت بوجود المياه في نهر النيل... وسنعمل على حل الأزمة قريبًا."

في المقابل، رحّب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بتصريحات ترامب، وكتب في تدوينة عبر منصة "إكس": "تثمّن مصر تصريحات الرئيس الأميركي التي تبرهن على جدية الولايات المتحدة في تسوية النزاعات ووقف الحروب... وتقدّر مصر حرصه على التوصل لاتفاق عادل بشأن السد الإثيوبي، وتؤكد أهمية نهر النيل كمصدر حياة للشعب المصري."

مخطط "مدينة الخيام": رفض مصري شامل لتحويل غزة إلى أزمة حدودية

أشارت المصادر الدبلوماسية إلى أن المخطط الإسرائيلي المدعوم أميركيًا يشمل إقامة "مدينة خيام إنسانية" في رفح الفلسطينية، تشمل لاحقًا انفتاحًا جغرافيًا يسمح بامتداد سكاني نحو سيناء، وتوطين أبناء العشائر الممتدة بين غزة وشمال سيناء، مقابل حزم دعم مالي واقتصادي لمصر.

لكن القاهرة، وفق تصريحات دبلوماسية، ترى في هذا المقترح مساسًا مباشرًا بأمنها القومي ومخالفة واضحة للثوابت المصرية بشأن القضية الفلسطينية، مؤكدة تمسكها بعدم القبول بأي صيغة تفضي إلى توطين الفلسطينيين خارج أراضيهم، أو نقل المعركة من غزة إلى الأرض المصرية.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - القاهرة