بقلم عيسى قراقع
أنا لا أبحث عن خلاص.
ولم أطلب من الصخرة أن تلين،
ولا من الجبل أن يحنّ عليّ.
أنا فقط، في كل صباح،
أضع يدي على وجهي
وأتأكد أنني ما زلت أنا…
ثم أبدأ.
**
أعرف أن الصخرة ستسقط.
وأني لن أبلغ القمة،
وأن الآلهة — أو التاريخ —
يضحكون في مكانٍ ما لا يُرَى.
لكنّني، في كل مرّة،
أُمسك بالصخرة
كما لو أنني أحبها.
أدفعها…
كما لو أنني أكتب سطري الأخير
في روايةٍ لم يقرأها أحد.
**
ليس عبثًا أن أواصل،
العبث أن أتوقّف.
أنا لا أصرخ لأن أحدًا سيسمعني،
أصرخ لأنّني إن لم أفعل
سأُمحى.
**
أُحِبُّ صخرتي أحيانًا،
أدمن ثقلها،
كأنها الدليل الوحيد
على أنني ما زلت أقاوم.
في سقوطها
أسمع نفسي
في انحدارها
أعرف أنني ما زلت على قيد الرفض.
**
قالوا عني: رمز العبث.
لكنهم لم يقرأوا وجهي حين أبتسم،
كلما وصلتُ القمة
وابتدأ السقوط من جديد.
أنا لا أنتصر على الجبل،
بل على اللاجدوى
في داخلي.
**
أنا سيزيف.
ولستُ بحاجة إلى معنى،
لأخلق من العدم
معنًى بصوتي،
بعرقي،
بخيبتي المتكررة
والتي لا تكسرني… بل تكتبني
اصعد حتى ارى المهدي المنتظر
يركب حصانا في غزة ويكون آية
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت