تستعدّ مدينة إسطنبول، اليوم الاثنين، لاستضافة اجتماع وزاري رفيع بدعوة من وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، بمشاركة وزراء خارجية قطر والسعودية والإمارات والأردن وباكستان وإندونيسيا، لبحث سبل ترسيخ وقف إطلاق النار في قطاع غزة ومناقشة الإجراءات المطلوبة لمواجهة الأزمة الإنسانية المتصاعدة.
وقالت مصادر في وزارة الخارجية التركية إن فيدان سيدعو خلال الاجتماع إلى ترتيبات عاجلة تضمن أمن الفلسطينيين وتمكّنهم من تولّي إدارة شؤون قطاع غزة، مع التأكيد على تنسيق الجهود بين الدول الإسلامية لتحويل وقف إطلاق النار إلى سلام دائم. وبحسب المصادر ذاتها، سيؤكد الوزير التركي أن المساعدات الإنسانية التي تدخل غزة غير كافية، وأن إسرائيل لم تلتزم بالتعهدات المتعلقة بتسهيل إدخالها، داعيًا إلى موقف دولي واضح إزاء الخروقات والإجراءات الاستفزازية وإلى ممارسة ضغوط تضمن تدفقًا مستمرًا وكافيًا للمساعدات.
وأوضحت المصادر أن جدول الأعمال يتضمن بحث آليات إيصال المساعدات على نحو منتظم باعتبارها ضرورة إنسانية وقانونية، إلى جانب مناقشة ترتيبات تمكّن الفلسطينيين من تحمّل مسؤوليات الأمن والإدارة في القطاع في أقرب وقت ممكن. ومن المقرر أيضًا التأكيد على مرجعية حلّ الدولتين وأهمية التنسيق بين الدول المشاركة ضمن أطر الأمم المتحدة.
ويأتي اجتماع إسطنبول بعد نحو شهر من لقاء جمع قادة الدول المشاركة بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث نوقشت آنذاك آفاق تنفيذ الخطة الأميركية للسلام. وكان اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيّز التنفيذ قبل أسابيع بوساطة أميركية، قد أنهى حربًا استمرت عامين بين إسرائيل وقطاع غزة، وهي حرب وصفتها أنقرة بـ«الإبادة الجماعية». وتشير المعطيات المتداولة إلى سقوط أكثر من 68 ألف قتيل ونحو 170 ألف جريح، وإلى تضرر نحو 90% من البنية التحتية المدنية، مع تقديرات خسائر تجاوزت 70 مليار دولار.
وكان وزير الخارجية التركي قد صرّح، الجمعة الماضية، بأن اجتماع إسطنبول سيركّز على تثبيت وقف إطلاق النار والانتقال إلى «المرحلة الثانية» المتمثلة في تشكيل قوة للاستقرار، مع الإعراب عن القلق من هشاشة الهدنة القائمة. ومن المتوقع، وفق مصادر دبلوماسية، أن يصدر في ختام الاجتماع بيان يحدّد خطوطًا عامة لآليات الإغاثة والمتابعة والتنسيق، إلى جانب مسارٍ لتمكين الجهات الفلسطينية المختصة من إدارة الملفات الخدمية والأمنية في غزة ضمن ترتيبات يجري بحثها مع الشركاء الإقليميين والدوليين.
