استشهد شخصان، اليوم الإثنين، جراء استهداف من طائرة مسيّرة إسرائيلية في بلدة بني سهيلا شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزة. وأقرّ الجيش الإسرائيلي باستهدافهما، مدّعيًا أنهما عبرا ما يسميه «الخط الأصفر» وشكّلا «خطرًا فوريًا على القوات». وفي وقت لاحق، تُوفي مواطن متأثرًا بإصابته الناجمة عن قصف سابق استهدف بلدة الزوايدة وسط القطاع.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن حصيلة الخروقات منذ دخول وقف إطلاق النار الهش حيّز التنفيذ في 11 تشرين الأول/أكتوبر 2025 بلغت 242 شهيدًا و622 مصابًا، إضافة إلى انتشال جثامين 529 شهيدًا. وأعلنت الوزارة أنها استلمت اليوم جثامين 15 شهيدًا من قبل الاحتلال بموجب صفقة تبادل، وذلك غداة تسلّم جثمان الضابط هدار غولدين، ليرتفع إجمالي عدد جثامين الشهداء المستلمة إلى 315.
تزامن الاستهداف في بني سهيلا مع عمليات نسف لمنازل داخل مدينة غزة وتحليق مكثّف للمسيّرات في أجواء القطاع. وأفاد شهود بأن آليات الاحتلال أطلقت نيران رشاشاتها الثقيلة في المناطق الشرقية لكلٍّ من خان يونس ومدينة غزة، بينما شنّ سلاح الجو الإسرائيلي سلسلة غارات على المناطق الشرقية من خان يونس وسط تحليق مكثف للطائرات.
وفي مدينة غزة سُجّل إطلاق نار من طائرة مسيّرة شرق حيّ التفاح، في ظل استمرار أنماط خروقات يومية للاتفاق عبر غارات محدودة وعمليات نسف وإطلاق نار. ويترافق ذلك مع استمرار الحصار ومنع إدخال الوقود والمستلزمات الطبية إلى المستشفيات التي تواصل عملها بالحد الأدنى.
وعلى الصعيد السياسي، قالت المتحدثة باسم رئيس الحكومة الإسرائيلية باللغة الإنجليزية، عقب لقاء جمع بنيامين نتنياهو بالمبعوث الأميركي جاريد كوشنر، إن القرار بشأن مقاتلي حماس المحاصرين في نفق برفح خلف «الخط الأصفر» سيتخذ بالتعاون مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وأشارت إلى أن نتنياهو بحث مع كوشنر ملف نزع سلاح حماس وغزة والتأكد من أن الحركة لن تكون جزءًا من إدارة القطاع.
وتعكس هذه التطورات الميدانية والسياسية مسارًا متواصلًا من الخروقات لوقف إطلاق النار، تتراوح بين الاستهدافات الجوية والنسف وإطلاق النار، وبين القيود المفروضة على دخول الوقود والإمدادات الطبية، بما يفاقم الوضع الإنساني ويضغط على المنظومة الصحية في القطاع.
