في الوقت الذي ما زالت تشهد فيه الساحة الفلسطينية حراك سياسية ملحوظا وتحديدا على أبرز ملفاتها والمتمثلة في ملف المصالحة الوطنية الفلسطينية وملف التفاوض مع الاحتلال الإسرائيلي , نجد أن المرحلة المقبلة ستشهد حراك عربي على كافة القضايا العربية المحيطة بالمنطقة وتحديدا القضية الفلسطينية التي تشهد هي الأخرى حراك سياسي ملحوظ.
وكان نائب الأمين لعام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي قال إن وزراء الخارجية العرب سيجتمعون في التاسع والعشرين من الشهر الجاري لبحث تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية بناءً على طلب فلسطيني.
وفي السياق ذاته , محللون سياسيون أكدوا لمراسلة وكالة قدس نت للأنباء على أن القضية الفلسطينية مازالت تشكل الحجر الأساس لكافة اجتماعات العرب القادمة , منوهين في الوقت ذاته على أن الأنظمة العربية ستدعم الموقف الفلسطيني الداعي إلى إتمام ملف المصالحة الفلسطينية خلال المرحلة المقبلة.
فبوره , المحلل السياسي سميح شبيب من رام الله يرى أن هناك نهج سياسي فلسطيني في الآونة الأخيرة يعيد للمرجعية العربية قيمتها , قائلا:" الفلسطينيون يريدون أن يتم طرح القضايا السياسية الفلسطينية على النظام العربي عامة والجامعة العربية تحديدا من أجل أن يكون أي تحرك فلسطيني في تلك الفترة أو أي تحر قادم تحت غطاء عربي ".
ويتابع شبيب :" الفلسطينيون يريدوا أن يرسلوا رسالة للعرب بأنهم سيتخذون خيارات جديدة في حال فشلت الرباعية الدولية في إقناع اسرائيل بوقف الاستيطان غيرها من القضايا المتعلقة بالسلطة ", منوها في الوقت ذاته على أن الأنظمة العربية في ظل ثورات الربيع العربي باتت تنظر إلى القضية الفلسطينية بمنظور الداعم والمؤيد لها .
ويؤكد المحلل السياسي على أن العرب سيقدموا للشعب الفلسطيني في هذه الآونة النصيحة والمشورة والغطاء , قائلا:" هناك توجه عربي كبير سواء في مصر أو سوريا أو تونس وغيرها من الدول العربية لدعم المصالحة الفلسطينية التي بدأت تسير في بط نحو انجاز بعض ملفاتها بالتالي ستدعم الأنظمة العربية المصالحة , حيث إذا كان هناك أي خيارات فلسطينية فيما بعد 26 من الشهر الجاري وفيما بعد المفاوضات فنحن نحتاج لمصالحة ودعم عربي لها ".
وفي السياق ذاته, أوضح نائب الأمين لعام لجامعة الدول العربية أن الاجتماع سيأتي عقب اجتماع اللجنة الرباعية الدولية المقرر في 26 الجاري، حيث سيعرض فيه الجانب الفلسطيني على الوزراء العرب التطورات كافة سواء فيما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية أو التعامل مع الانتهاكات الإسرائيلية وعلى رأسها الاستيطان وتهويد القدس.
في حين المحلل السياسي خليل شاهين يقول:" إن القضية الأساسية ستبقى تتمحور حول أن الموقف السياسي الفلسطيني سيظل يشكل الحجر الأساسي في بناء موقف عربي داعم للقضية الفلسطينية في ضوء ما نشهده من تراجع سياسي كبير لاسميا في عودة مشهد المفاوضات والمتمثل في لقاءات عمان الأخيرة ", مؤكدا على أن العرب لن يقدموا الكثير للفلسطينيين خلال المرحلة المقبلة.
كما ويتوقع شاهين أن العرب لن يدعموا القضية الفلسطينية بالشكل المطلوب في ظل تواصل توتر الوضع السياسي في المنطقة العربية وتواصل ثورات الربيع العربي في هذه الآونة , متابعا:" العرب لن يتخلوا عن الفلسطينيين كليا لكنهم سيقفوا بجانب القضية الفلسطينية بكافة ملفاتها لكن ليس بالشكل الذي يريده الفلسطينيون , كما أن الموقف الفلسطيني إذا استمر على ما بعد 26 هذا الشهر الجاري فمن شانه أن يهبط من دعم الموقف العربي للقضية ".
وينوه في الوقت ذاته على أن اسرائيل وأمريكيا والرباعية الدولية ما زالت تشكل أداة ضغط على الأنظمة العربية والعرب في هذه الفترة ما سيؤثر على طبيعة وشكل الدعم العربي الذي سيقدم للشعب الفلسطيني خلال المرحلة المقبلة , مضيفا:" إذا استمرت الحالة الفلسطينية فمن شانها أن تؤثر على الشعب الفلسطيني وعلى توفير الدعم العربي للقضية الفلسطينية وتحديدا ملف المصالحة الذي يشهد حراك ملحوظ في هذه الآونة ", مؤكدا على أن العرب في هذه الفترة مع ملف المصالحة الفلسطينية .
من جهة اخرى ورجح السفير أحمد بن حلي أن يجتمع وزراء الخارجية العرب في القاهرة في الـ22 من الشهر الحالي على أن يسبق اجتماعهم بيوم واحد اجتماع للجنة الوزارية العربية الخاصة بالازمة السورية.