زيارة الرئيس بوتين لفلسطين دعم للقضية الفلسطينية

بقلم: حنا عيسى


ان العلاقات الروسية الفلسطينية على مدار التاريخ تتمتع بالثقة المتبادلة بين الطرفين، حيث أن روسيا تدعم الحق المشروع للشعب الفلسطيني وتقف مع قضاياه العادلة على كافة المستويات، وفي المحافل الدولية، انطلاقا من حق تقرير المصير للشعوب ومبدأ التعايش السلمي. علما بان مواقف روسيا الاتحادية تؤكد باستمرار أن القضية الفلسطينية وإنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية و الأراضي العربية الأخرى يعتبران المفتاح نحو التطبيع الشامل في الشرق الأوسط على اعتبار انه لا يمكن ضمان الأمن الوطيد في الشرق الأوسط بصورة حقيقية إلا عن طريق تسوية عادلة وشاملة للنزاع العربي- الإسرائيلي.

وتعتبر روسيا الاتحادية أن تكون النتيجة الأكيدة لهذا التسوية هي إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة القادرة على الحياة، وعاصمتها القدس الشرقية التي تتعايش بسلام وأمان مع جميع بلدان المنطقة ومنها إسرائيل، ويجب إيجاد حل عادل أيضا لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين.

إن موقف روسيا الاتحادية مماثلا لما ورد في مبادرة السلام العربية التي أقرت في عام 2002 في القمة العربية في بيروت وثبتت في جميع القمم التالية. ومواقف روسيا الاتحادية مؤيدة لهذه المبادرة، وأصبحت مشاركتها الفعالة جزءا لا يتجزأ من القاعدة القانونية الدولية لعملية السلام في الشرق الأوسط و المعترف بها .

وعلى ضؤ ما ذكر اعلاه فان زيارة الرئيس فلاديمير بوتين في هذا الوقت بالذات إلى الاراضي الفلسطينية ولقاءه الرئيس الفلسطيني محمود عباس تحمل في طياتها المعاني الكثيرة وخاصة في ظل الرفض الإسرائيلي لاستئناف عملية السلام على قاعدة الوقف الشامل للاستيطان وتحديد مرجعية عملية المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، علما بان روسيا الاتحادية تعتبر توقف المفاوضات بين الجانبين يبعث القلق المتزايد، وهي تعمل على تهيئة الظروف من اجل إعادة إطلاق العملية السياسية .علما أن هذا يجب ألا يتم من نقطة الصفر بل بمراعاة قاعدة القانون الدولي المذكورة أعلاه وجميع الاتفاقيات و التفاهمات التي تم التوصل إليها سابقا .
بقلم الدكتور حنا عيسى - أستاذ القانون الدولي

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت