القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء
قال مصدر عسكري إسرائيلي رفع إن الواقع الحالي في الضفة الغربية أبعد ما يكون عن انتفاضة ثالثة، ولكن هناك منحى سلبي".
وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن هويته لإذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم الخميس، "مازلنا بعيدين عن نقطة ألا رجعة، والجيش يعد نفسه إلى سيناريوهات تصعيد صعبة ومحتملة قد تحدث في الأشهر القريبة".
وأوضح مراسل الإذاعة للشؤون العسكرية والأمنية تال لبرام، أن" تصريحات المصدر العسكري جاءت من منطلق مهني بحت وبعيداً عن التصريحات السياسية الأخيرة للرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز والتي قال فيها: "أن الجمود السياسي سيدفع الفلسطينيين لتنفيذ عمليات في العمق الإسرائيلي".
وحسب المراسل فإن الجيش الإسرائيلي يصف عام 2012 على أنه أكثر الأعوام استقراراً بالمقارنة مع الأربع أعوام الماضية، وسبب ذلك وقبل آي شيء هو العمليات التي ينفذها الجيش بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية.
أضاف المراسل:" لكن ما يلفت الانتباه أنه هناك ارتفاع في عمليات الاعتقال التي نفذها الجيش في العام الماضي بنسبة 10%، وهناك شيء ما قد تغير في الشارع الفلسطيني بالضفة، واتضح ذلك بشكل جلي بعد عملية "عامود السحاب" أي العدوان على قطاع غزة في أواخر العام 2012.
وأشار المراسل إلى أن هناك تراجع في مكانة "السلطة الفلسطينية" مقابل تعزيز حماس لمكانتها في الشارع الفلسطيني وبسبب هذا الأمر يصعب على أجهزة أمن السلطة تنفيذ عمليات ضد حماس خصوصاً ضد النشطات الدعوية والمسيرات التي تنظمها الحركة بالضفة.
ومما يلفت الانتباه أيضاً ارتفاع المواجهات في الضفة أثناء عملية "عامود السحاب" أكثر من التي وقعت أثناء عملية "الرصاص المصبوب" أي حرب (2008-2009) والتي كان نطاقها أوسع وأشد وأعنف، وبعد العملية تقلصت المواجهات، ولكن مازالت ضعف حجم المواجهات التي وقعت في الأشهر التي سبقت عملية "عامود السحاب".
بيد أن" التنسيق مع السلطة الفلسطينية مازال مستمر ولكن هناك أحداث موضعية خلالها قامت الشرطة الفلسطينية بمنع الجيش من مواصلة مهامه كما كان في الخليل وأحد هذه الحوادث انتهى بالعنف وقد قام الجيش الإسرائيلي باعتقال هذا الشرطي من أجل إيصال رسالة واضحة للسلطة"، وفقاً للمراسل.
وأوضح المراسل أن هناك عدة آليات سيتبعها الجيش كي لا ينفجر هذا المرجل الكادر، ومنها مضاعفة العمليات الميدانية الموضعية من أجل إحباط المواجهات مسبقاً، وتقليص حجم احتكاك الجيش بالجمهور وأجهزة الأمن الفلسطينية، وأمر أخر هام وهو تجنب وقوع الخسائر في الأرواح في صفوف الفلسطينيين قدر المستطاع من خلال تجنب القوات الإسرائيلية حالة الخطر.
وقال مراسل الإذاعة إنه يمكن إجمال الأمور وتلخيصها وفقاً لرؤيتي، فالميزات التي منحها الجيش الإسرائيلي لأجهزة السلطة الفلسطينية ستنتهي، وهناك تراجع في قوة السلطة مقابل تعزيز قوة الشارع الفلسطيني، وغالبا هذه الحالات تخرج عن السيطرة، بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي المتردي وتزايد عمليات جبي الثمن التي ينفذها المستوطنين حيث وقع الأسبوع الماضي فقط ثماني حوادث من هذا النوع وهذا يعتبر كثير جداً ،على حد قول المراسل.