الحج الى رام الله

بقلم: مصطفى إبراهيم

على طريقة اجراء القرعة للحجاج الى بيت الله الحرام قامت السلطة الفلسطينية بإجراء القرعة لاختيار مجموعة من الاسرائيليين للالتقاء بالرئيس محمود عباس، وقد وقعت القرعة على 270 شابا وشابة إسرائيلية من اصل 1400 اسرائيلي يمثلون كافة الاحزاب والتجمعات الاسرائيلية تقدموا للحج الى المقاطعة في رام الله.

الحجاج الى رام الله سيلتقوا الرئيس محمود عباس غدا الاحد 16/2/2014، و سيطرح كل واحد منهم سؤالين للرئيس عباس حول رؤية السلطة الفلسطينية لحل الدولتين وما يسمى عملية السلام.

يأتي ذلك ضمن سلسة من اللقاءات التي تعقدها السلطة الفلسطينية بواسطة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد المدني رئيس لجنة التواصل مع المجتمع الاسرائيلي الذي شكلتها السلطة لنقل وجهة النظر الفلسطينية بخصوص حل الدولتين وإرساء السلام و ايصال الرسالة الفلسطينية للمجتمع الاسرائيلي حول المقترحات المطروحة من أجل انهاء الصراع.

يقول محمد المدني "أن الوفد الاسرائيلي الشبابي الذي سيزور المقاطعة سيضم عناصر يمينية متطرفة، وان اللجنة التي يرأسها تبحث عن هؤلاء المتطرفين، من أجل توصيل رسالة لهم مفادها، اعطاء الفلسطينيين حقوقهم ليس تنازلا من اسرائيل، وإنما حق للفلسطينيين، ومصلحة للطرفين لكي يعيشا بأمن و سلام، والسعي من خلال هذه الخطوات إلى تغير تفكير الجانبين".

بصراحة السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس لا يثير الاستغراب والتعجب فقط، إنما الحسد على الإصرار و طول النفس الذي يتمتع به الرئيس وإيمانه بأنه يستطع التغيير في المجتمع الاسرائيلي، وكأنه يعيش خارج الدائرة، وكل الشواهد تقول ان المجتمع الاسرائيلي يزداد يوما بعد الاخر تطرفاً وكراهيةً وعداءً وتنكرا للحقوق الفلسطينيين.

ألم يرى ويلتقي ببعض من حكومة نتياهو و ائتلافه المتطرف وموقفها من الحقوق الفلسطينية، ألم يرى ويسمع من ما يسمى باليسار الاسرائيلي الذي اصطف الى جانب نتياهو و تأييده المطلق بضرورة الاعتراف بيهودية دولة اسرائيل.

عشرون عاما من الفشل و العلاقات مع الاسرائيليين و اتفاق اوسلو، والرئيس عباس لم يستطع التأثير باليسار فما بالنا باليمين سواء بحل الدولتين او حتى مجرد الاعتراف بحقوق الفلسطينيين.

بعد عشرين عاماً من المفاوضات والمعاناة، ومن يراهن الرئيس عباس على التأثير في قناعاتهم الايديولوجية مستمرون في الاحتلال والقتل والحصار وسرقة الأرض والاستيطان والتهويد، والتنكر للحقوق ويسعون الى تصفية القضية الفلسطينية والقبول بشروطهم.

الرئيس محمود عباس لا يكل في خطواته تجاه المجتمع الاسرائيلي، ففي العام 2008 قامت منظمة التحرير الفلسطينية بنشر إعلانات في الصحف الإسرائيلية لتسويق المبادرة العربية للسلام، والتي رفضها الإسرائيليون منذ البداية وما زالوا، ونعلم كيف كان الرد عليها في العام 2002، وأثناء انعقاد القمة العربية التي أقرت المبادرة، من اجتياح الضفة الغربية وإعادة احتلالها ومحاصرة الرئيس الراحل ياسر عرفات.

المسؤولون في السلطة يخطر على بالهم اشياء قبيحة ومستغربة، فجأة تم تشكيل لجنة للتواصل مع المجتمع الاسرائيلي الذي يزداد تطرفاً، تزامناً مع خطة كيري التصفوية.

الحجاج من الشبان والشابات الإسرائيليين الذين سيصلوا الى رام الله غداً، لا يفكرون كما يفكر ويعتقد الرئيس ولجنة التواصل، فهم مقتنعون بإيديولوجيتهم، ولن يغيرهم لقاء او حتى مئة لقاء، فهم يزورون رام الله نوع من الفنتازيا ومن منطلق قوة المحتل والغطرسة، وهو سيكون يوم جميل والاستمتاع لهم بزيارة رام الله، والعودة الى اسرائيل والثرثرة حول اللقاء، وما تم تقديمه من طعام ومشروبات لهم.