صك البراءة الذي منحه البطريرك بشاره الراعي لميليشيات لحد عملاء اسرائيل اعادنا بالذاكرة لعهد العصور الوسطى وذكرنا بسلطة الكنيسة وصكوك الغفران وصكوك الحرمان ,يبدوا ان البطريرك الراعي بمنحه صك البراءة عن عملاء اسرائيل من ميليشيات لحد يشرع للعملاء عملهم وبمنحهم صك الغفران ، ومعناه ان تعفو الكنيسة الخطايا عما ارتكبه هؤلاء بحق الدوله اللبنانيه والشعب اللبناني حين ارتضوا لان يكونوا ادوات بيد المحتل الاسرائيلي ضد دولتهم اللبنانيه وشعبهم اللبناني.
صك الغفران والحالة هذه معناه ان تعفو الكنيسة بعض العقوبات الدنيويه غير الابديه وهي الخيانة وتسقطها عن مرتكبيها وإذا كان الامر كذلك بوجهة نظر البطريرك اللبناني بشاره الراعي راعي الطائفة المارونيه المعروفه بوطنيتها وانتماءها العربي وهي بالطبع في غالبيتها ترفض صك البراءة او صك الغفران ضد من ارتكب جريمة الخيانة بحق شعبه ، لان البطريرك الراعي يعطي بابا للخيانة حين يفتح بابا للغفران ، زيارة البطريرك الراعي الى فلسطين المحتله وقد تزامنت في ايامها الاولى مع زيارة البابا فرنسيس للاراضي الفلسطينيه المقدسه.
البطريرك الراعي بزيارته لفلسطين المحتله تخطى الخطوط الحمراء وتجاوز بذلك تحفظات المحتجين على الزياره التي عدوها تطبيع مع المحتل الاسرائيلي ، خاتمة الزياره لم تكن متوقعه للبنانيين حين منح البطريرك الراعي صك الغفران لعملاء اسرائيل في ميليشيا لحد وذلك خلال القداس الذي احياه في الكنيسه المارونيه في عسفيا حين قال انه يرفض وصف اللحديين العملاء لاسرائيل انهم عملاء او مجرمون او ان تكون عودتهم منوطه باحكام عفو قضائيه او قرارات دوليه ،وحين يتساءل البطريرك الراعي عن الجرم الذي ارتكبته ميليشيات لحد عملاء اسرائيل فان الامر في ذلك متروك للبنانيين انفسهم بمختلف طوائفهم وشرائحهم الاجتماعيه للرد على البطريك الراعي الماروني بشاره الراعي ، ان اللبنانيين حين حرروا لبنان من المحتل الاسرائيلي وطردوا جيش الاحتلال الاسرائيلي من جنوب لبنان تركوا بابا للتوبه للعملاء وان قوى المقاومه اللبنانيه قد تركت الامر بخصوصهم للدوله اللبنانيه والقضاء اللبناني ، وان هؤلاء فضلوا الهروب من وطنهم لبنان مع جيش الاحتلال الاسرائيلي وقبلوا على انفسهم لان يتجنسوا ويتهودوا ولن يجبرهم احد في ذلك ، البطريرك الراعي بتصريحاته استفز مشاعر اللبنانيين بمختلف طوائفهم وشرائحهم وهو بتصريحاته واقواله انتهك القوانين اللبنانيه وتجاوز القضاء اللبناني.
لان الراعي البطريرك بشاره الراعي لا يملك حق اصدار العفو عن جرائم لم ترتكب في اطار الاقتتال الاهلي ، وانها جرائم ارتكبت بحق لبنان بحرب اسرائيليه ضد الدوله اللبنانيه والشعب اللبناني ، ان البطريرك بشاره الراعي بتصريحاته واقواله يصر على تغيير المفهوم للعداء لاسرائيل ، اذ كيف للبناني يجرؤ على القول للعملاء انه يرفض تسميتهم خونه ، وكيف للبنانيين ان يغفروا او يعفو عمن قاتل تحت راية جيش الاحتلال الاسرائيلي وممن قصف القرى اللبنانيه والمدن في الجنوب اللبناني فهل من احد يسمح او يقبل بتصريحات البطريرك الراعي بصك البراءه عمن ارتكب الجرائم بحق لبنان واللبنانيين ، الاعلام الاسرائيلي تلقف خطاب الراعي وابرزه بكافة وسائل اعلامه لان في تصريحات البطريرك الراعي ما يرضي اسرائيل ويشرعن جرائمها واحتلالها ويشرعن ما يقوم به اعوانها وعملائها مما اثلج صدور الاسرائيليين بالزيارة التي عدت تطبيعا مجانيا ومنحت عملاء اسرائيل صك براءه عن عمالتهم واجرامهم بحق شعوبهم.
ان البطريرك الراعي بتصريحاته واقواله هذه التي انعكست على اللبنانيين جميعهم وقد كانت بمثابة الصدمه وان غالبية اللبنانيين يرفضون اقوال وتصريحات الراعي ويعتبرونها تعديا على سيادة لبنان وعلى السلطه القضائيه وان اللبنانيين جميعا وبخاصة غالبية الطائفه المارونيه سيساءلون البطريرك الراعي عن تصريحاته واقواله والتي تعتبر مسا خطيرا بوحدة اللبنانيين واضرارا بمكانة الطائفة المارونيه وهم يرفضون ويشجبون صك البراءه للدخلاء والعملاء مهما كانت ولاءاتهم وانتماءاتهم الطائفيه.