دخلت مصر مرحلة جديدة من تاريخها الحديث ، وهذا التغير يعد مفصل هام من مفاصل لتغيرات تشهدها المنطقه العربية وتشكل فيه مصر محور مهم ، البعض يطلق على هذا التغير الجمهوريه الثالثه المصريه ، انجزت مصر اهم مرحله من مراحل خارطة الطريق الذي خطها وزير الدفاع المصري انذاك المشير عبد الفتاح السيسي عقب ثورة 30 يونيو 2013 حيث تمت الاطاحة بحكم حركة الاخوان المسلمين برئاسة محمد مرسي من قبل الشعب المصري ، انتخب عبد الفتاح السيسي رئيسا لمصر في عهد جمهوريتها الثالثه ، حيث ان امام الرئيس المصري مهمة استكمال بناء مؤسسات الدوله المصريه وانتخاب مجلس الشعب ومجلس الشورى ضمن عملية استكمال المؤسسات التشريعيه للدوله المصريه استنادا للدستور المصري الجديد ، حفل تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي يعطي قرائه مستجدة للمشهد المصري ولحقيقة التغيرات التي تشهدها مصر في عهدها الجديد.
كان في حفل التنصيب حضور عربي رفيع وتمثيل دولي متفاوت وتواجد شعبي كبير ، الرئيس عبد الفتاح السيسي استهل كلمته في حفل التنصيب امام المحتفلين بالقول ان رئاسة مصر شرف عظيم ومسؤولية كبيره يتشرف بها ، وأعرب عن امله ان تشهد مرحلة البناء المقبله نهوضا شاملا على المستوى الداخلي والخارجي متعهدا استعادة دور مصر الاقليمي والدولي يتواكب ذلك من البناء الداخلي ، وتعهد ان تشهد المرحله المقبله نهوض شامل في مختلف المجالات ، متعهدا بتأسيس دوله قويه محقه عادله امنه مزدهرة وأضاف ان مصر ستضطلع برسالتها التي حرصت عليها وهي الاسهام المباشر في تحقيق استقرار المنطقه مضيفا ان مصر ستظل مقر الاسلام الوسطي الذي يرفض الارهاب والعنف مهما كانت الدوافع ، بالحقيقة والواقع ان التغيرات التي تشهدها مصر تقتضي كما اعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الى التصالح والتسامح وتحقيق الوحدة الوطنيه بين المصريين كافة وذلك بعد الاحداث التي شهدتها ثورة 30 يونيو 2013.
وهذا التغير في المشهد انتقال مصر للمرحلة الجديدة في ظل عهدها الجديد الذي من اولى مهماته ان يتوقف العنف في مصر وان يتحقق الامن والامان للمصريين جميعا ، وان تشرع مصر بإعادة بناء ذاتها والنهوض باقتصادها لأجل ان تخطو مصر خطواتها الى الامام في ظل التغير الاستراتيجي للجمهورية المصريه الثالثه ، ضمن عملية اعادة التموضع المصري في ظل التغيرات في موازين القوى الاقليميه والدولية ،، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي شغل عدة مناصب هامه في الجيش المصري ويحظى بتأييد الجيش المصري يستند في ذلك الى قوة الجيش المصري وقدرته على تحقيق امن مصر واستقرارها ويدرك جيدا موقع مصر وتطلعاتها وأهدافها لإعادة الدور لمصر في قيادة العالم العربي بعد ان تقوقعت على نفسها بعد التوقيع على اتفاقية كامب ديفيد ، ان قراءه المشهد المصري نجده في الخطاب للرئيس المصري الذي تطرق في خطابه في حفل التنصيب ان مصر تعلي مصالح الشعوب العربية وستواصل دعم الشعب الفلسطيني حتى حصوله على حقوقه المشروعه ، وان في هذا المشهد المصري تغير نوعي في الخطاب السياسي المصري.
ويتمثل في تعهد الرئيس المصري بالحفاظ والدفاع عن الامن القومي العربي معتبرا امن الخليج العربي من امن مصر القومي ، هذه اللغة في المواقف المصريه قد غابت لسنوات مضت ، ويبدوا من مؤشرات التغيرات في المشهد المصري في ألاستراتجيه المصريه تقارب مصري خليجي ضمن مجهود مصري لملئ الفراغ الذي يخلفه انسحاب القوات الامريكيه من الخليج العربي وان في دعوة الرئيس الايراني حسن روحاني لحفل تنصيب الرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسي ، ما ينبئ بتغير استراتيجي مصري تجاه الموقف من ايران حيث ان الدعوة المصريه اثارت من جديد افق تطور في العلاقات المصريه الايرانيه ضمن مؤشرات قراءة المشهد للتغيرات المصريه في عهدها الجديد ، ملف العلاقات بين البلدين كان يعتبر الاكثر التباسا في نهج السياسة الخارجية لمصر ويبدوا من حسابات اقليميه ودوليه ان مصر في عهدها الجديد تتعاطى بانفتاحيه اكبر على ايران حيث تسود العلاقات المصريه التركيه شوائب التدخل التركي في شؤون مصر الداخليه ودعمها لحركة الاخوان المسلمين ، وبناء علاقات تربط ايران في مصر يعد اعادة في عملية التوازن الاقليمي في المنطقه.
وان ذلك مرتبط بما تشهده العلاقات الايرانيه الخليجيه من انفراج تمثلت في دعوة وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل الى نظيره الايراني وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف لزيارة الرياض وزيارة امير الكويت لإيران ، من تغيرات المشهد المصري تجاه ايران الذي كان دوما يرتهن بعلاقاته بإيران بأسباب معلنه وأخرى خفيه تخضع في معظمها لحسابات سياسيه مرتهنة ومرتبطة بحسابات اقليميه ودوليه ، وباليقين ان التغير الرسمي المصري من مستجدات الاحداث في سوريا يعد انعكاس لدعوة الرئيس الايراني حسن روحاني لحفل التنصيب للرئيس المصري الجديد ، كما ان محادثات ايران مع امريكا والغرب حول برنامجها النووي وما تشهده العلاقات الايرانيه الامريكيه الغربيه من تطور له انعكاس على امكانية تطوير العلاقات المصريه الايرانيه وإعادة عودة العلاقات الديبلوماسيه بين البلدين.
سوريا التي لم تدعى اصلا لحفل التنصيب للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لكن الحضور الايراني يعطي انطباع على ان هناك تغير في المشهد المصري من حقيقة الاحداث في سوريا نظرا لطبيعة العلاقات التي تربط سوريا بايران ضمن المحور السوري الايراني وقوى المقاومه وان مصر في عهدها الجديد تدرك لاهمية هذا المحور ولضرورة تطوير العلاقات بما يخدم اهداف وتطلعات مصر لتعود لتتصدر موقعها في العالم العربي ، مصر في عهدها الجديد تتطلع لعودة علاقاتها بسوريا ولإعادة تفعيل دور الجامعه العربية وتقف ضد التدخل الخارجي في الشؤون الداخليه السوريه وان قرائه لمستجدات الموقف المصري في ظل التغيرات المصريه ان مصر ضد المس بقدرات الجيش السوري ومقدراته وذلك ضمن النظره ألاستراتجيه المصريه للمتغيرات الدوليه والاقليميه ، وان مصر تنظر لعلاقتها مع سوريا من منظار استراتيجي يجمع الدولتين وفق مصالح قوميه تتعلق بالأمن القومي العربي ، في المشهد المصري هناك تغير استراتيجي مصري ببعده الداخلي والخارجي بعد الاطاحة بحكم الاخوان المسلمين ان هناك العديد من القضايا الاقليميه والدولية في اهتمامات مصر.
وان مصر اليوم على ابواب عهد جديد ضمن المتغيرات في المنطقه وان رسالة وزير الخارجية المصري اسماعيل فهمي للأمريكان ان مصر اليوم تستقل بسياستها الخارجيه ولن تقبل باملاءات خارجية على سياستها وان تحافظ على استقلالها وسيادتها وقرارها الوطني ، من قراءة المتغيرات في المشهد المصري تطور العلاقات المصريه الروسية ضمن استراتجيه مصريه مستجدة في بناء التحالفات وضمن سياسة التنوع في تزويد مصر في السلاح وعدم الاعتماد على امريكا والغرب لتزويد الجيش المصري بالسلاح وتعد الصفقه المصريه الروسية لتزويد مصر باسلحه نوعيه وتقدر بثلاثة مليارات دولار هي من ضمن التغيرات في المشهد المصري ، لا شك ان مصر قد تغيرت وان التغيرات المصريه مرتبطة في التغير الاقليمي والدولي وان مصر التي ترتبط مصالحها في افريقيا وتعتبر افريقيا عمقها الاستراتيجي تنظر لإقامة سد النهضة بخطورة ويعرض امن مصر القومي للخطر وأنها ترى بعمقها العربي وعلاقاتها مع دول الخليج ما يؤمن لها اعادة بناء الاقتصاد المصري والتخفيف من عبئ ألازمه ألاقتصاديه التي تعاني منها ، وان ربط الامن القومي المصري بأمن الخليج هو من ضمن تلاقي المصالح وان عملية التقارب من ايران وعودة العلاقات المصريه الايرانيه مرتبطة بتغير التحالفات الاقليميه والدولية وان ألازمه السوريه تعد ضمن المعادله الاقليميه الدوليه وذلك ضمن التغيرات الذي يشهده المشهد المصري في عهدها الجديد.