مصر.. واستثمار عدوان قطاع غزة

بقلم: عبد الرحمن صالحة

رفعت مصر من سقف جهودها الدبلوماسية في أعقاب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الأخير، وقد عزى البعض هذا الاهتمام نظراً لدور التاريخي لمصر في القضية الفلسطينية باعتبارها قضية أمن قومي بالأساس، وكذلك كنتيجة منطقية لقيمة ومكانة فلسطين في وجدان الشعب المصري، لكن الغاية من الدور المصري والحراك الدبلوماسي هو " اقتناص فرصة" يهدف إلى حلحلة الأزمة المصرية.

لقد أنجزت الجهود المصرية خلال العدوان وما تلاه ثلاث قضايا تمثلت في إنجاز اتفاق وقف العدوان على قطاع غزة الذي جرى في 26 أغسطس الماضي، ورعاية القاهرة للقاءات المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس" التي تمت واتفق على ضوئها بتوجه حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية إلى قطاع غزة حتى تبسط ولايتها وهذا تم بعد وقف العدوان بأسبوعين، وعقد المؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة والذي عقد في 12 أكتوبر الجاري بالقاهرة.  

إن الدور الذي لعبته القاهرة في أزمة القطاع قد حقق لها بعض المكاسب منها خفوت حدة التوتر ولو بشكل قليل مع بعض الدول التي عارضت أحداث 30 يونيو وقرارات 3 يوليو، والتي رأت فيها خروجًا عن الديمقراطية، كدول الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الأمريكية، فعقْد المؤتمر في القاهرة وحضور ممثلي هذه الدول، له دلالة كبيرة في هذا الصدد. ومن مكاسب المؤتمر، تدعيم الدور الإقليمي المصري، فمصر أغلقت الباب أمام كل القوى للتصدي للأزمة، مؤكدة على أنه لا بديل عن مبادرتها، مما أدى إلى إبعاد أطراف إقليمية بعينها عن التوسط مثل قطر وتركيا. إضافة إلى ذلك ترى القيادة المصرية أن السير بهذا الاتجاه سوف يسهم بصورة أساسية في تحقيق الاستقرار السياسي في البلاد.