حث الكاتب والمحلل السياسي فايز أبو شمالة، على ضرورة استثمار الفلسطينيين جيدًا، لتقرير مراقب الدولة الإسرائيلي، على المستوى العربي والإسلامي والدولي والإقليمي.
وكان مراقب الدولة الإسرائيلي، نشر تلخيصًا لتقرير حول العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014م، تضمن عرض الاخفاقات الكبيرة للحكومة الإسرائيلية، والفجوة بين أجهزة الأمن المُختلفة، والفشل في إدارة ما وصفها "المعركة"، وعدم امتلاك معلومات كافية عن حماس والمقاومة.
وشدد أبو شمالة في حوار مع مراسل "وكالة قدس نت للأنباء"، على أهمية استثمار تقرير مراقب الدولة، على كافة المستويات؛ فالمستوى الفلسطيني أسقط التقرير مقولة "لا خيار بيدنا، ولا طاقة لنا، كونه جاء على حقائق ميدانية تؤكد قدرة المقاومة على إحداث متغيرات استراتيجية على الأرض".
توظيف التقرير سياسيًا
وقال أبو شمالة : "كان يجدر أن يوظف التقرير سياسيًا، وتحقيق انجازات على مستويين، أولهما فك الحصار عن غزة، وفرض إقامة على الإسرائيليين، الذين كانوا يبحثوا عن مخرج من ورطة غزة".
وأضاف "ثاني توظيف هو على المستوى السياسي الفلسطيني، فنتائج التقرير تؤكد أن بمقدور السلطة أن توظف المقاومة كورقة مهمة في فرض إرادة الشعب الفلسطيني على من يحتل أرضه".
وتابع أبو شمالة "أما على المستوى العربي "فإن التقرير يؤكد للأمة العربية أن الواجب يفرض عليها أن تراهن على المقاومة في تحرير الأرض الفلسطينية المحتلة، وأن وقوفها من خلفها يصب في صالح وحدة أهداف الأمة العربية، بعيدًا عن التمزق".
وذهب المحلل في تفصيل توظيف تقرير مراقب الدولة على مستوى الأمة الإسلامية؛ بالقول : "فالتقرير يؤكد أن الذي عجز عن احتلال غزة، ومواجهة بضع ألاف من المقاومين، هو أعجز عن تنفيذ تهديداته بحق دول المنطقة، وهو جيش مُتخبط، غير قادر على حسم المعارك لصالحة، كما تعود في الحروب الوهمية السابقة".
خفايا التقرير
وحول تفسيره لعدم تطرق التقرير لملف الجنود الأسرى في غزة، بين أن القاضي الإسرائيلي يوسف شابير، تطرق لأشياء كثيرة، لكن الرقابة العسكرية رأت أن تنشر جزء وأن تخفي كل ما يمس بأمن الدولة من أسر الجنود وأشياء أخرى كثيرة تؤكد الهزيمة التي تم إخفاؤها وعدم نشرها".
وبشأن قرأته لعدم ثقة المستوطنين بقيادتهم، وتجلى ذلك من خلال ردود فعلهم على المواقع والمنتديات، قال المحلل أبو شمالة : "هذه فزعة طبيعة بعد التقرير، أن لا يثق المستوطنون بالجيش والمستوى السياسي، في ظل الانهيار الأخلاقي في إسرائيل".
وفيما يتعلق بإمكانية وجود نية مبيته لدى إسرائيل بشن عدوان على غزة، وتراجعها عن الاعتراف بإطلاق صواريخ من غزة أمس، أكد أن إسرائيل وقعت في معضلة الجهل بخفايا المقاومة، وما يجري تحت الأرض، لذلك تفكر ألاف المرات قبل التورط بأي حرب.
قد يُطيح بمناصب
وعلق أبو شمالة على ما جاء في تصريح وزير الجيش السابق موشي يعالون، الذي قال : "لولا وجودي ووجود رئيس الأركان لانتهت الحرب بكارثة على دولة إسرائيل"؛ بالتأكيد على أن الوضع ما زال على حالة، وقوة المقاومة وسرية عملها هي الرادع عن العدوان، ورسالة المقاومة بما فيها القسام بالأمس وصلت للإسرائيليين.
وحول إمكانية أن يُطيح بشخصيات إسرائيلية بما فيهم نتنياهو، بين أن المستور السياسي في إسرائيل لا يريد تأكيد الهزيمة والإطاحة بنتنياهو، فعلى ضوء الفشل العسكري والأمني يفقد الجيش هيبته، ويضعف الروح المعنوية لديه.
وتابع أبو شمالة "لذلك سيغض المستوى السياسي الطرف عن هذا الفشل، ويتصيد لنتنياهو موقعا ًآخر للإطاحة به؛ فإسقاطه قد يأتي لأسباب لا علاقة لها بالتقرير، فالأخير فعليًا أطاح بوزير الجيش، والأركان، ورئيس شعبة الاستخبارات، وعديد المستويات العسكرية التي تم استبدالها من قبل".
