أصبح الإعلام التفاعلي منافساً ومشاركاً للإعلام التقليدي كونه يحتوي في مضمونه على كافة الفنون الإعلامية والتقنيات الحديثة لمواقع التواصل الاجتماعي التي يلتف حولها الشباب عامة والفلسطيني خاصة.
زاد الاهتمام بالثقافة السياسية الفلسطينية، في ظل التطورات التكنولوجية الكبيرة في مجال الاتصال وتبادل المعلومات. بعد أن كانت تصل الأخبار السياسية، وحيثيات النشاطات السياسية، وتحتاج إلى فترة زمنية ليست بالبسيطة، للوصول إلى كافة أرجاء الوطن.
إذ كانت هناك صعوبات فنية وتقنية كبيرة تحول دون مشاركة المواطنين في العملية السياسية، وتقلل من تأثيرهم و أثرهم في عملية صناعة القرار السياسي للدولة. إلا أن الثورة التكنولوجية الثالثة ممثلة بالشبكة الالكترونية، والجوالات، وأجهزة التلفاز والمذياع، والعديد من الأجهزة والتقنيات التي انتشرت بين عامة الناس، عملت على تمكين المواطنين العاديين من متابعة التغيرات الحاصلة، ليس فقط في دولهم بل ونقل ما يجري إلى العالم.
هذا الخلط من محاولة السيطرة على كافة الوسائل الإعلامية لمادة ما بدءاً من مصدرها وانتهاءاً بتسخيرها في عدة وسائل إعلامية قدر الإمكان لتسير على نفس النمط المرسوم لها هو للوفاء بأغراض المهيمن سواء أكانت بغرض تضليل الرأي العام الفلسطيني أو بغرض تطبيق مبدأ السيطرة الفكرية بغض النظر عن جودة المحتوى أو ضياع الحقائق وتغيرها كلية.
من الأهمية الضرورية لوسائل الإعلام أن تتحرر وسائل الإعلام من المركزية المطلقة، فوسائل الإعلام الحرة غير المكبوتة لكن مع وجود الرقابة عليها للتأكيد من صحة المعلومات والأخبار ومراجعة الأخطاء التي قد توجد بها أمر حيوي لتحقيق رسالة إعلامية سامية، لأن المؤسسات الإعلامية لا تخلو من الذين يكون لهم بعض الميول التي تغيب عنها الحيادية ويصبح الموضوع عبارة عن رأي شخصي يحاول أن يجعله رأي عام، فالرقابة التي تسمح بمساحة من الحرية هي مطلوبة للإعلام المهني الناجح الصادق.
وتزدهر الثقافة السياسية في ظل توفر المناخ الديمقراطي والاجتماعي والثقافي في المجتمع الذي يسمح بهذا الازدهار، بينما يكتنف الثقافة السياسية الغموض كلما زاد تأثير القبيلة والعائلة والمؤسسة الدينية، وكلما خفت حس الأحزاب السياسية، وضعفت هيبة الدولة، وازدادت حدة الفساد الإداري، وتقلصت معدلات التعليم، وكلما ارتفعت نبرة الأفراد والجماعات التي تشتهي السيطرة على الناس، واستغلت معاناة الجماهير للوصول إلى بغيتها، ومما لا شك فيه أن الثقافة السياسية لا تنفصل بدورها عن الثقافة بمعناها العام، التي يعيش في ظلها الإنسان، وتتولى غرسها في نفوس الناس العديد من العوامل، ولهذا أصبح مفهوم الثقافة السياسية أحد المفاهيم الرئيسية في علم الاجتماع السياسي، ومن هنا جاء الاهتمام بإبراز الروافد الرئيسية لتشكيل الثقافة السياسية والمكانة التي تحتلها في نفوس الشباب الفلسطيني.
علينا كفلسطينيين تحصين جبهتنا الداخلة في ظل انفتاح عالم الاتصال وتدفق المعلومات، فقد أصبح العالم عبارة عن عمارة سكنية في ظل تطور وسائل الاتصال وتكنولوجيا الاتصال التفاعلي.
ولأننا تعلمنا في مدرسة الإعلام أن مفهوم الإعلام: هو عملية نقل الخبر من طرف إلى طرف آخر، يتصل بالوسائل أو المؤسسات المستخدمة في تداول الأخبار والمعلومات ونشرها، ويمارس دوراً مؤثراً في توجيه المجتمعات والشعوب، وصلنا إلى نتيجة أن الرسالة الإعلامية يجب أن تتلخص في تقديم المحتوى الموضوعي المهني من الأخبار والمعلومات بحيث تضمن لأفراد المجتمع الفلسطيني عدم حدوث خلط في هذه المعلومات المتدفقة إليه من وسائل الإعلام.
المطلوب منا جميعاً كإعلاميين فلسطينيين في ما سبق إعادة الاعتبار إلى إعلام فلسطيني مهني وموضوعي، والخروج من التبعية التي تفرضها علينا الأجندات الخارجية، لأن مصلحة الوطن والمواطن أهم بكثير من هذه الأجندات الخارجية، والعمل على تحقيق وظائف الإعلام من تقديم وتزويد وتوجيه وتكوين المواقف والاتجاهات، وزيادة الثقافة والمعلومات، وتنمية العلاقات الإنسانية وزيادة التماسك الاجتماعي، وترفيه وتوفير سبل التسلية وقضاء أوقات الفراغ، الإعلان والدعاية.
بقلم/ رامي الشرافي