في الذكرى العاشرة لرحيل القائد الوطني الديمقراطي الوحدوي جورج حبش تعلمنا من نهج ومدرسة الحكيم ان الخيارات مأزومة ومغلقة أمام من راهن على التفاوض وعقد الاتفاقيات مع العدو التي أوصلت القضية الوطنية إلى نتائج كارثية، وأمام مشروع الانقسام الداخلي البغيض بنتائجه التدميرية، باتت القضية الوطنية مهددة بخطر التصفية، خاصة بعد التطورات التي يشهدها الإقليم من حولنا، وتحققت رؤية الحكيم ان اي إدارة أمريكية ديمقراطية او جمهورية سوف تُعلن صراحة دعمها المطلق (لإسرائيل) كقوة احتلال، ودعمها للاستيطان، واصرارها على إعادة النظر في أي قرار يصدر عن مجلس الأمن يدينها، وقد حذرنا بنقل سفارتها إلى القدس كما حدث، وغيرها من القرارات المعادية لنا كشعب صاحب حق.
استند الحكيم جورج حبش، إلى تجارب الشعوب بالوحدة الوطنية في مواجهة أي عدو خارجي، كانت شرطٌ لازم للصمود والانتصار في انهاء أي صراع معه، وفي هذا السياق كان يُشدّد على التمييز بين التناقضات الثانوية المحكومة بسقف الوحدة الوطنية، وبين تناقض الرئيس مع العدو، وقال "إن المقاتل غير الواعي سياسيا كأنما يوجه فوهة البندقية إلى صدره". وبالاستناد إلى هذا الفهم أدان بشدة أي إدارة دموية للتناقضات الثانوية كما جرى في كل حالات الاقتتال الداخلي الفلسطيني، وآخرها ما جرى من صراع على السلطة تحت حراب الاحتلال بين حركتي فتح وحماس إبان الانقسام عام 2007، وقد قال كلمته الشهيرة في ذلك "مجرمٌ من يحمل السلاح، مجرمٌ من يُحرّض عليه"، وأوصانا وصيته الأخيرة "أن استعيدوا الوحدة الوطنية وأنهوا الانقسام وتمسكوا بالمقاومة".
إن فلسفة الوحدة الوطنية التي دعانا إليها الحكيم، لم يعد بالإمكان التعامل معها كقضية مؤجلة ثانوية، حيث يوجد اتفاقيات وطنية فلسطينية موقعة تُحدّد مسار تحقيق هذه الوحدة، بما تم الاتفاق عليه من عقد مجلس وطني توحيدي يتشكّل بالانتخاب حيث أمكن، وبالتوافق حيث لا يمكن ذلك، وبإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وإعادة بناء كل المؤسسات الوطنية على أساسٍ ديمقراطي وفي مقدمتها منظمة التحرير الفلسطينية، وبالاستناد إلى استراتيجية وطنية، وشراكة جادة تقرر في كل ما يتعلق بالشأن الوطني الفلسطيني.
رامي الشرافي