مراحل الاستيطان اليهودي في الأراضي الفلسطينية

بقلم: عبد الحميد الهمشري

الاستيطان فلسفة الحركة الصهيونية التي اختارت تغيير قواعد اللعبة بالتحالف مع من ساموهم سوء العذاب ونكلوا بهم ، لتحقيق هدف لطالما داعب أحلام مؤسسي تلك الحركة التي رسمت خارطة الطريق نحو تحقيق الأهداف بالعودة لــ " أرض الميعاد " فلسطين لإقامة وطن قومي لهم فيها ، على حساب شعب مقيم فيها ، ولما التقت المصالح الاستعمارية بمطامح وآمال الحركة الصهيونية الإحلالية الاحتلالية حصل تحالف المصالح بينهم وتمكنوا من اغتصاب الأرض واحتلالها وإقامة دولة يهود المنشودة فيها بعون من أوروبا ولاحقاً أمريكا وإسنادهم وبالمكر والخداع ، بعد أن ساموا سكانها الأصليين "الفلسطينيين" سوء العذاب وشردوا غالبيتهم في الآفاق ، اختاروا الاستيطان الجماعي في تجمعات خاصة بهم ، الدرب ليوصلهم لمبتغاهم وسلكوا نهج الخداع بداية للاستيلاء على الأرض واغتصابها وشراء أملاك من يتملكون فيها ولا يقيمون بها وبتواطؤ بريطاني ، المرحلة الأولى كانت لتثبيت وجودهم على الأرض والتي امتدت من منتصف القرن التاسع عشر وحتى صدور وعد بلفور قبل نهاية الحرب العالمية الأولى بشهور عديدة حيث وصلت نسبة الأراضي التي كانوا يتملكونها ما يقارب الـ 5ر2 % من مساحة فلسطين الكلية والمرحلة الثانية الممتدة حتى قرار تقسيم فلسطين رقم 181 في تشرين الثاني عام 1947 حيث كان عدد سكان فلسطين نحو مليوني نسمة، أكثر من ثلثيهم عرب (1.3 مليون) وأقلّ من الثلث (630 ألفًا) من اليهود. ورغم أنّ عرب فلسطين شكّلوا غالبيّة أهالي البلاد، قرّرت الأمم المتّحدة، بغالبية أعضائها حينذاك، تقسيم البلاد حيث قرّرت تخصيص نحو 55% من أراضي فلسطين لإقامة دولة اليهود الذين لم يملكوا حتّى ذلك الحين إلاّ 7% من أراضي فلسطين. أمّا الفلسطينيّون، أصحاب البلاد الأصليّون فلم يخصّص قرار التقسيم لهم سوى 45% من أراضي البلاد وما كان لهذا أن يحصل لولا دعم وإسناد ورغبة حلفائهم ومن يدعوا بصداقة العرب من الغربيين .
المرحلة الثالثة الممتدة من قرار التقسيم حتى النكسة حيث أصبحت مساحة دولتهم بعد معاهدات رودس الموقعة مع دول الطوق العربية 78% من مساحة فلسطين الكلية وأصدرت قانون أملاك الغائبين الذي ينص على أن أي فلسطيني يملك الأرض ويعيش خارج الحدود يقوم القيم على أملاك العدو باستغلالها ووضع اليد عليها فاستغلت تلك الأملاك ومنحتها لمستوطنين .
المرحلة الرابعة من النكسة حتى توقيع اتفاق أوسلو حيث أقيم ما يزيد عن 140 مستوطنة في القدس والضفة الغربية وقد استخدمت دولة الاحتلال مجموعة مختلفة من القوانين العثمانية والبريطانية والأميرية بالإضافة إلى الأوامر العسكرية لوضع اليد على ما يزيد عن 40% من مساحة الضفة الغربية كأملاك دولة. وكذلك أجرت مصادرات للمصلحة العامة:كـ" محميات، شوارع التفافية وعامة ، كسارات.. إلخ) للسيطرة على الأراضي .
المرحلة الخامسة من اتفاق أوسلو الذي مكنهم من العبث في المنطقة ج حتى بناء جدار الفصل العنصري الذي أقيم على الأراضي المحتلة وعزل مناطق وأراضي للفلسطينيين من الضفة المحتلة .
المرحلة السادسة ما بعد بناء جدار الفصل العنصري الذي اقتطع مساحات شاسعة من أراضي الضفة المحتلة.
المرحلة السابعة منذ منح الدولة العبرية حق التصرف أمريكياً بضم القدس الشرقية للكيان الغاصب بعد اعتراف ترامب بالقدس عاصمة للدولة العبرية .
وسأتناول في الحلقات القادمة مخاطر الاستيطان على السكان الفلسطينيين ، والتفسيرات الصهيونية لمفاصل الاتفاقات التي تمت في المراحل الممتدة من النكسة حتى إقرار قومية الدولة أمريكياً وتشريعياً صهيونياً.


* عبدالحميد الهمشري – كاتب وباحث في الشأن الفلسطيني

[email protected]