تفاخر رئيس الوزراء الاسرائيلي ووزير دفاع الاحتلال سابقا ايهودا باراك بقتله 300 فلسطيني في 3 دقائق ونصف في هجوم نفذه سلاح الجو الاسرائيلي على قطاع غزة خلال حرب ما سميت " الرصاص المصبوب" عام 2008 .
اعتراف باراك الذي تناقلته وسائل الاعلام يوم 25/10/2018 يزداد امعانا ووقاحة بتهديده ارتكاب المزيد من قتل المئات من الفلسطينيين في حال توليه مقاليد الامور في اسرائيل او تولي منصب وزير الدفاع ويتزامن تماما مع مصادقة رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو على الشروع بتنفيذ قانون اعدام اسرى فلسطينيين.
جنرالات الحرب في اسرائيل يتسابقون على من يقتل اكثر في صفوف الفلسطينيين، التنافس على ارتكاب المجازر اصبح هو المقياس للبطولة والجدارة بالقيادة في دولة اسرائيل التي تحولت الى دولة عسكرتارية اسبارطية لا يوجد فيها حيز لمجتمع مدني او ديمقراطي فكل مؤسسات الدولة يقودها العسكريون، دولة استبدادية لا ترى الاخرين الا من فوهة البندقية.
تصريحات باراك استفزت الحقوقيين ومؤسسات حقوق الانسان باعتباره استهتارا بأرواح الفلسطينيين وبالقانون الدولي الانساني واعتبروا تصريحاته شهادة ووثيقة يجب تقديمها الى المحكمة الجنائية الدولية لملاحقة ومقاضاة اسرائيل وقادتها على جرائمهم المتعمدة بحق الفلسطينيين.
دولة اسرائيل تؤدي التحية لباراك ولكافة القتلة الاسرائيليين، تحتفي وتفتخر بهم وتعتبرهم ابطالا قوميين يستحقون النياشين والاوسمة, لا يحاسب المجرمون على جرائمهم بل يجدون كل الحماية والدعم والتشجيع من قبل المؤسسة الرسمية في اسرائيل ومن قبل ثقافة التحريض والكراهية السائدة ضد الفلسطينيين.
الصحفي الاسرائيلي جدعون ليفي وصف الجيش الاسرائيلي بانه جيش الذبح، هذا الجيش الذي يطلق النار من الدبابات والطائرات ومن قبل القناصين على السكان المدنيين ويقوم بإعدام الشباب والاطفال على الحواجز العسكرية ويلاحق مطلقي الطائرات الورقية على حدود غزة بالقنابل واصدار حكم الموت عليهم, هو جيش قاتل لدولة تمارس عمليات القتل بشكل منهجي، والذي تحول الى ظاهرة يومية وسلوكا روتينيا لجنودها.
300 قتيل فلسطيني في 3 دقائق ونصف ماذا يعني؟ جثث اطفال ونساء وشبان ومزارعين, بيوت تهدم فوق اصحابها، جثث تحترق تحت وابل قصف الصواريخ والقنابل، بشرٌ لم يعودوا بشراً بالنسبة لدولة الاحتلال، دولة تقدس الموت وتستمتع بالحرب وتجري الاحتفالات كلما ارتفع منسوب الدم الفلسطيني، دولة ترقص فوق الحرائق والركام وجثث القتلى، دولة مجنونة مريضة اخلاقياً وثقافياً تشكل خطرا على العالم وعلى نفسها.
" الموت للعرب " هو شعار دولة اسرائيل والمتطرفين الحاقدين من المستوطنين ومن الوزراء واعضاء من الكنيست يدعون علناً لقتل الفلسطينيين وملاحقتهم حتى داخل السجون وداخل المقابر بعد الموت، باخفاء الشهداء وشطب اسمائهم واجسادهم وارواحهم وكل ذلك تحت غطاء القوانين العنصرية التعسفية خائفون من اشباح من قتلوهم ان ينهضوا ويستعيدوا لحمهم وعظمهم وارواحهم ويعود الشبح من الضحية الى البطل .
تصريحات باراك هي تعبير عن سيادة نزعة التعطش للدماء التي تسود الوسط الاسرائيلي وهو ليس جديدا، فدولة اسرائيل اقيمت فوق مجازر ومذابح الفلسطينيين، ارتكبت سياسة الابادة والتطهير العرقي عام 1948، وتحولت الضفة الغربية وقطاع غزة الى ساحات اعدام مطوقة ب 630 حاجزا عسكريا وباكثر من 650 الف مستوطن، وبجدران وابراج واسلاك شائكة، فان لم يقتلوك على الارض قتلوك من السماء، وان لم يقتلوك مباشرة يقتلوك في السجن في سنوات المؤبد والامراض الفتاكة والتعذيب المتعمد .
300 قتيل فلسطيني في 3 دقائق ونصف، مئات التوابيت المرفوعة على اكتاف الالاف تصرخ الى متى ؟ الفلسطينيون يسيرون في طريق داخل قبر مفتوح لا يعرفون متى يصل الغد يجرد الاسرائيليون الفلسطيني من الصفة الانسانية ليبرروا قتله جنودهم صيادون مهرة يصطادون الاطفال في الملعب او على الشاطيء او في المدرسة او في غرفة النوم.
300 قتيل فلسطيني في 3 دقائق ونصف، لم يكمل القتلى عملا من اعمالهم، الموت بالمرصاد، من كان في الصلاة ظل يصلي، من كان نائما ظل نائما، من كان يحلم ظل يحلم، من كان يرضع من ثدي امه ظل يرضع، من كان في بيته، ظل في بيته تحت الركام معجونا بالاسمنت والبارود والحديد.
300 قتيل فلسطيني في 3 دقائق ونصف، مرحى لدولة اسرائيل وجنرالاتها، تصفيق حاد لدولة عضو في الامم المتحدة، لهذا سقط في شهر تشرين اول الماضي 32 شهيدا بينهم 6 اطفال، ولهذا عانق الموت يوم 28/10/2018 الاطفال عبد الحميد ابو ظاهر ومحمد السطري وخالد سعيد وهم يلعبون بالقرب من منازلهم في قطاع غزة بعد ان تعرضوا لقصف مباشر من طائرة اسرائيلية، تمزقت اجسادهم وتناثر لحمهم واحلامهم فوق بركة الدم.
300 قتيل فلسطيني في 3 دقائق ونصف، هو الموت السريع، الموت بلا صوت، عائشة الرابي تسقط بإصابتها بحجر في رأسها من المستوطنين، تموت فورا على مقعد سيارتها يوم 13/10/2018 الموت كان اسرع بحق الشهيد محمد الريماوي يوم 18/9/2018، كان نائما فأغلق الموت عينيه الى الابد في ساعات الفجر .
بقلم/ عيسى قراقع