مجموعة السبع G7 هي تكتل دولي يضم أكبر اقتصاديات العالم : امريكا, بريطانيا, ألمانيا و فرنسا, اليابان و إيطاليا و كندا. تأسست عام 1975 كإطار دولي للتشاور حول قضايا العالم . كانت أزمة البترول التي عانى منها الغرب بشدة مع حرب أكتوبر 1973 هي السبب الأساسي لتشكيل هذه المجموعة . وشاركت ست دول هي فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة في تأسيسها و من ثم إنضمت كندا لاحقا. مع إنضمام روسيا لها عام 1998 أصبحت مجموعة الثمانية ، تم تجميد عضوية روسيا في العام 2004 على أثر ضمها لجزيرة القرم. المجموعة لازالت تعارض عودة روسيا إليها في حين يسعى الرئيس الأمريكي ترامب جاهد لإعادة روسيا إلى المجموعة .
الاجتماع الحالي هو الاجتماع 45 للمجموعة، يعقد في فرنسا و يترأسه الرئيس الفرنسي ماكرون. دعيت العديد من الاقتصاديات الناشئة مثل الهند والبرازيل و مصر للمشاركة في بعض جلسات القمة، و هو يمثل اعترافا من الدول الكبرى بأهمية التنسيق مع الاقتصادات الناشئة emerging economies وهي جميعا خارج اوروبا وامريكا، حيث يتوقع أن تتجاوز بعض الاقتصادات الناشئة الاقتصاديات الكبرى التقليدية.
كان الملف الإيراني على قمة جدول أعمال هذه القمة. إدارة ترامب التي نفضت يدها، دون تشاور مع حلفائها من الاتفاق مع إيران حول الملف النووي وهو ما إعترضت عليه أوروبا . مثل هذا التحلل الامريكي من الاتفاق مع إيران أحد أهم الخلافات بين أوروبا و الادارة الامريكية .
بسبب خطورة الموقف الأمريكي و رفض أوروبا له، عملت فرنسا بهدوء منذ شهور و بالتنسيق مع الدول الاخرى كألمانيا على تقديم مبادرة لتخفيف التوتر بين أمريكا وإيران وإعادة الاحترام للإتفاق الذي عملت أوروبا بشكل أساسي للوصول إليه. الطرف الإيراني الذي يسعى لتجنب مزيد من العقوبات الامريكية والدولية، ثمن وأبدى ترحيبه بالدور والجهود الفرنسية.
بشكل بدا مفاجئا لبعض الدول المشاركة، إستضافت القمة وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف و تم عقد اجتماع مع الرئيس الفرنسي ودول غربية أخرى دون مشاركة الطرف الأمريكي . يبدو ان الوساطة الفرنسية الأوروبية بين إيران وأمريكا تحمل مؤشرات النجاح في تخفيف التوتر و الذي تحول لصدامات محدودة في مياه الخليج قبل أسابيع قليلة.
كذلك استحوذت الحرائق في غابات الأمازون في البرازيل والتي تمثل رئة الكرة الارضية على إهتمام شديد مع رفض الرئيس البرازيلي المساعدة الدولية لإطفاء الحرائق التي تهدد سلامة الأرض. إلا أن قمة السبع نجحت بالضغط على الرئيس البرازيلي للموافقة على المساعدة الدولية و التي في وجهة نظره ما هي إلا تدخلاً يحمل سمات الاستعمار الغربي.
تتعرض مجموعة السبع للكثير من الانتقادات بسبب فشلها في مواجهة الكثير من تحديات العالم في مجالات البيئة و عدم المساواة بين الشمال و الجنوب و التغير المناخي وغيرها من التحديات التي تواجه العالم.
رغم عمق الخلافات و تعارض المصالح و سعي كل دولة لتحقيق أفضل ما يمكن لشعبها، إلا أن لغة الحوار وخلق مصالح متبادلة و البحث عن القواسم المشتركة هي وسائل العالم المتحضر في مواجهة الخلافات والاختلافات.
الأغبياء فقط هم من يقتلون بعضهم بعضاً.
بقلم/ عمر شعبان