جرائم القتل تقع في المجتمعات ولكنها تتفاوت في اعدادها من مجتمع لآخر وتختلف ظروفها واسبابها وفقا للثقافة والاعراف والقوانين وفلسطين لا تختلف عن المجتمعات الاخرى وترتكب فيها وتتفاوت في اعدادها من لعام لآخر .
والقتل على خلفية ما يسمى الشرف تتلاشى في فلسطين والمؤسسة الامنية الفلسطينية وقطاع العدالة لا يعترف بهذا المسمى والمقصود به ان يقوم اي احد من افراد العائلة الذكور بقتل سيدة او فتاة من نفس العائلة لخروجها مع رجل بصورة غير شرعية او اختفائها عن منزلها دون معرفة المكان الذي اقامت فيه مما يتسبب بضرر للعائلة كما يعتقد القاتل وقد ساهمت العادات والتقاليد والتحريض من افراد المجتمع في ظهورها على مدار سنين طويلة ، ولكن منذ عدة سنوات ونحن نشهد تراجعا في جريمة القتل بشكل عام وقتل النساء بشكل خاص فمجتمعنا يحترم المرأة ويساعدها ويقف الى جانبها ويسمح لها بالعمل ومشاركة الرجل في كل مناحي الحياة كما ان لها دورا بارزا في النضال كما ان دورها في المؤسسات اصبح واضحا وجليا والمؤسسة التي تخلوا من وحدة النوع الاجتماعي "الجندر" تواجه بالانتقادات.
ومع تعاظم دور المرأة ونجاحها في مختلف نواحي الحياة ونمو الثقافة في المجتمع وخاصة الشباب وظهور المؤسسات التي تعنى بحقوق المرأة والبرامج التوعوية التي قدمتها الشرطة فقد شهدت جرائم القتل بشكل عام وجرائم قتل النساء بشكل خاص تراجعا واضحاً وملموساً في السنوات الاخيرة.
واظهرت الاحصائيات الصادرة عن الشرطة من خلال ادارة المباحث العامة وتحليل ادارة البحوث والتخطيط كما يوضح الناطق الاعلامي باسم الشرطة العقيد لؤي ارزيقات ، بأن جرائم القتل على ما يسمى "خلفية الشرف " تتلاشى في المجتمع وتظهر الاحصائيات انه في عام 2015 وقعت 54جريمة قتل منها 9 بحق النساء من بينها 4 على خلفية ما يسمى الشرف والباقي اطلاق نار عن غير قصد او في شجارات عائلية اما في عام 2016 تراجعت جريمة القتل لـ 38 جريمة منها 8 بحق نساء من بينها اثنتان فقط على خلفية "الشرف " والباقي لأسباب اخرى كالشجارات والقتل بالخطأ.
ويضيف ارزيقات انه في عام 2017 استمر التراجع وسُجل وقوع 34 جريمة منها 4 بحق نساء اثنتان منها على خلفية "الشرف " اما في عام 2018 كان الانخفاض مميز وتراجعت الجريمة لأقل الاعداد منذ سنوات طويلة وسجلت الشرطة وقوع 24 جريمة قتل منها ثلاثة بحق نساء واحدة منها على خلفية "الشرف" والاثنتين خلافات عائلية.
ويضيف ارزيقات ان عام 2019 جاء ليسجل في الاشهر الثمانية التي مضت ارتفاعا طفيفا وسجل وقوع 23 جريمة قتل اربعة منها بحق نساء واحدة منها على خلفية "الشرف ".