يأتي اعلان وزير الداخلية الإسرائيلي ارييه درعي بفتح الخطوط الجوية الرسمية بين تل أبيب والرياض، وإتاحة السفر للحجاج وللتجار وأصحاب الاعمال بشكل رسمي وعلني بالجواز الإسرائيلي للسعودية ، بعد العديد من الزيارات السرية بين الجانبين خلال السنوات المنصرمة، وتزامنًا مع الاعلان عن صفقة القرن، وعليه فأن قرار الوزير الاسرائيلي يحمل في طياته دلالات وأبعاد سياسية وأهداف واضحة مرتبطة بهذه الصفقة المشؤومة.
حتى الآن كان الحجاج المسلمون يسافرون إلى السعودية بجواز سفر أردني، وكان يكلفهم مبالغ باهظة، ووفق التقديرات فإن الهدف من وراء هذا القرار هو تقليص دور الأردن ومحاصرته لكونه المعارض الأشد للخطة الامريكية الصهيونية المعروفة بـ " صفقة القرن "، التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وحرمان شعبنا الفلسطيني من حقه في تقرير المصير وإقامة دولته الحرة المستقلة فوق ترابه الوطني، ما يمهد الطريق لدور سعودي مباشر لإدارة شؤون المسجد الأقصى في القدس، بدلًا من الوصاية الاردنية عليه حتى يومنا هذا.
من الواضح أن قرار درعي بفتح الخطوط مع السعودية هو نتاج العلاقات الخفية والسرية المتخاذلة والمتواطئة مع دولة الاحتلال والاستيطان والعدوان، التي تجمع بين نظام آل سعود المطبع مع اسرائيل، وهي علاقات قائمة على خنوع وتصدير للصراعات والحروب والكراهية بين محراكي الشر في المنطقة. وعلى الرغم من تصريحات المسؤولين السعوديين الناعمة تجاه شعبنا وقضيته الوطنية العادلة والمحقة، إلا أنها داعمة بشكل دائم للمخططات الصهيو- امريكية، وخير دليل على ذلك دعم السعودية الكامل لما يسمى بـ " صفقة القرن " التصفوية التآمرية الدنيئة، وانخراطها في المؤامرة ضد سورية ونظامها الوطني.
إذًا فالقرار الاسرائيلي يحمل مؤشرات لأجراء ترتيبات اقليمية خارج الشرعية الدولية، وخارج الشعب الفلسطيني وحقوقه، وخارج الشرعية الدولية، ويجيئ للضغط على الأردن كونها بوابة الحج لمسلمي الداخل الفلسطيني، ومن أشد المعارضين والمتضررين من صفقة القرن.
بقلم : شاكر فريد حسن
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت