صحيحا البخاري ومسلم في ميزان الشيخ وسيم يوسف

بقلم: سهيله عمر

سهيله عمر

اود ان اعقب برايي في مقالي حول الجدل الحادث حول الشيخ وسيم يوسف لاهميه هذا الموضوع من الناحيه الدينيه. .

 

الشيخ وسيم يوسف هو حسب اعتقادي شيخ دين فلسطيني الاصل ولد ونشأ في الاردن ولديه جنسيه اردنيه. استقطب للعمل للامامه بالامارات وحصل على جنسيه اماراتيه في سنوات معدوده. وهذا ما سلط الاضواء عليه حيث ان هناك جاليات عربيه تقيم في الامارات من سنوات طويله ومنهم من تزوج من اماراتيات ومازالوا يقيمون باقامات مؤقته لأن الامارات ودول الخليج لا تمنح الجنسيه الا لم كان اصله خليجي او كان اصله ايراني تقيم عائلته بالبلد من اوائل القرن الماضي. ومن ثم سلطت الاضواء عليه من منطلق الدهشه من امتداد نفوذه ليستطيع الحصول على جنسيه اماراتيه مع صغر سنه وهو وافد لم ينشأ حتى بالامارات. وبعيدا عن اصل الشيخ وسيم يوسف وجنسيته، لكن قد يكون هذا عامل هام لتسليط الاضواء عليه والترصد لاي رأي له.
.
انا لست من متابعي وسيم يوسف ولست عالمه بالدين حتى اتابع واقيم فتاويه. لكن اعتقد انه بدأ الجدل حول الشيخ وسيم يوسف منذ ان تعرض لنقد صحيحي البخاري ومسلم. حينما قال انه لا يعتمد الا القرءان كمشرع رئيسي لكافه الاحكام. وصنف الاحاديث لصحيحي البخاري ومسلم ان ما ورد في الصحيحين فهي صحيحه بينما هناك احاديث رووها ولم ترد في الصحيحين تعتبر من معلقات البخاري ومسلم ليس من المؤكد صحتها وفق منظوره. وكمثال على ذلك حديث تحريم المعازف:

في حديث أبي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيُّ أنه سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ ) رواه البخاري تعليقا برقم 5590 ، ووصله الطبراني والبيهقي

لا يعتبر الشيخ وسيم يوسف هذا الحديث من الاحاديث الوارده في صحيح البخاري، ولكنه من معلقات البخاري التي ليس من المؤكد صحتها. وكإن فحوى كلامه ان يريد ان يقول ان تحريم سماع الموسيقى لم يتم تأكيده بالسنه النبويه باحاديث صحيحه صريحه. وهناك انتقادات كثيره اخرى خشيه ان هذا سيفتح المجال له لتحليل وتحريم غير ذلك من الامور وفق اجتهاده ورؤيته..

انا شخصيا انظر للامر كامر عادي لأنني لست متبحره او عالمه بالدين. وافهم انه يعتمد على اجتهاده الشخصي للحكم بصحه او ضعف اي حديث فيما يخص الاحاديث التي لم ترد في صحيحي البخاري ومسلم . وكل شخص له الحريه بالايمان بما يراه صحيحا. والدين قائم على الايمان بالغيب والشرائع السماويه والاجتهاد فيما لم يرد بتحليله او تحريمه نصوص صريحه بالقرءان والسنه النبويه الصحيحه.

ولدينا مثال حي في خلافنا نحن جمهور السنه مع الشيعه الذين لا يثقون الا بما ورد من ال البيت وهم على بن ابي طالب كرم الله وجهه والاأمه الاحدى عشر من نسله من بعده. وهم لا يأخذون بمعظم احاديث الصحابه لأعتقادهم ان الخلافه سلبت من علي بن ابي طالب كرم الله وجهه بعد وفاه الرسول بسبب نظام الشورى الذي اعتمده الصحابه للخلافه بعد وفاة الرسول. هذا طبعا ندين عدم اخذهم باحاديث الصحابه جمله وتفصيلا. ولكن بعيدا عن خلافنا مع الشيعه هم في نهايه المطاف مسلمون يؤمنون بالقرءان والرسول ولا نستطيع ان نكفر من يأخذ بالاحاديث التي رويت من علي بن ابي طالب كرم الله وجهه والاامه الاحدى عشر من نسله. لأنهم علماء دين اتقياء وحتما لا ينطقون عن الهوى. الشيعه احرار بما يؤمنون به من تشريعات طالما لم تطال التشريعات التي وردت في القرءان. والله من يحاسبهم على التزامهم ان ضلوا او اهتدوا. ان الله لا يهدي من احببت لكن الله يهدي من يشاء.

لهذا تجد دائما محور خلافنا مع الشيعه يتمركز فيما لم يرد في القرءان من تحليل او تحريم. على سبيل المثال جمعهم لصلاتي الظهر والعصر وحمعهم لصلاتي المغرب والعشاء. وكتحليلهم لزواج المتعه الذي يقوم على العقد المؤقت للزواج مما تسبب في كوارث اجتماعيه كبيره. لكن ايضا هناك من شيوخ الدين السنه من حللوا الزواج العرفي الذي يقوم على عقد بتوقيع الزوج والزوجه وولي الزوجه وشاهدين من دون توثيق الزواج والالزام باشهاره الذي تسبب ايضا في مشاكل اجتماعيه كبيره. وانا كأنسانه مسلمه لي الحق في ان اامن بما اراه صحيحا. وشخصيا لا اامن بتحليل الزواج العرفي ولا الزواج المتعه لإن مجتمعنا اليوم يقوم على اوراق موثقه بالتعاملات الرسميه ومن ثم في كلا العقدين انتهاك لحقوق الابناء حال تنكر الاب من الزواج وهو ما يحدث كثيرا في هذه النوعيات من الزواج. فهل يحق لاحد ان يهاجمني بما اامن بحرمته طالما لم يرد تحليله في القرءان والاحاديث النبويه الصحيحه بشكل واضح. .

واختلف شيوخ الدين ايضا في كثير من الامور. وكمثال على ذلك المس بالجن يؤمن به البعض ولا يؤمن به البعض ومع ذلك لم يتناكفوا فيما بينهم لانه من الغيبيات والجن والسحر والحسد ورد ذكرهم بالقرءان والسنه.

ومن نفس القاعده. الشيخ وسيم يوسف يعبر دائما عن رإيه. ويحاسب ان اخطأ او اصاب من الله تعالى. فلو ضعف حديث فهو حر طالما يشك بصحه الحديث ولم يرد بالقرءان اي دليل حوله. لكن لا حق له ان يفرض رايه..

طالما اعلن الشيخ وسيم يوسف للناس برايه وما يؤمن ولا يؤمن به فعليه هنا ان يتقبل اراء الناس وردود افعالهم سواء اعجبته او لم تعجبه لانه هو من شاركهم رايه. وليس من المنطقي ان يقدم بلاغ في كل من عارضه برأيه. في هذا محاوله فرض اراءه على انها لا تقبل الجدل. والدين يقوم على الحوار والحجه والاجتهاد ولا يقوم على فرض الراي. وعلى هذا ارجو ان يتنازل عن كافه البلاغات التي قدمها ضد من عارضوه.

وطبعا كرد فعل على تقديمه جمله من البلاغات لمعارضيه، رفع ضده بلاغ انه يزرع الفتنه بالمجتمع. وانا هنا صراحه لا افهم طبيعه هذه التهمه. ان يفتي شيخ بما يراه فهذا من حقه طالما لم يطال القرءان الكريم او السنه النبويه الصحيحه. وان ياتي شيخ ليقول انه لا يثق في حديث معين انه صحيح فالناس ليست ملزمه بالاخذ برايه. وايضا لا يحق له ان يقمع من يعارضه الراي. فالدين يسر وليس عسر والحجه ترد فقط بالحجه..

وفصل الخطاب قوله تعالى: "وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (116)"

 بقلم سهيله عمر

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت