- علي ابو حبلة
سؤال يطرح نفسه ويلقي بظلاله ردا على محاولات أمريكا وإسرائيل تحميل الفلسطينيين مسؤولية فشل تحقيق السلام عبر المفاوضات ؟؟؟ ماذا قدمت حكومات إسرائيل من أجل تحقيق السلام الذي يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس ، منذ عام 1993 تاريخ التوقيع على اتفاق أوسلو والفلسطينيون يدهم ممدودة للسلام مع الإسرائيليين ضمن مبدأ العيش المشترك مع الإسرائيليين وفتح الفلسطينيون ذراعهم للاسرائيليين مهللين مكبرين لأجل السلام ، وقع الفلسطينيون على اتفاقات مجحفة بحقهم ، وملاحق منها أمنية واقتصادية وغيرها على أمل أن يتحقق السلام لكن وللأسف فإن السلام في واد والاحتلال الإسرائيلي في واد آخر ، لقد نجحت الحكومة الإسرائيلية، بفضل «اتفاقات أوسلو»، في حل معضلة جبهتها منذ حرب حزيران 1967.
إسرائيل تنظر للكثافة السكانية الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزه الى جانب فلسطينيي 1948، الأمر الذي شكّل تهديداً جدياً طابعها «اليهودي». وبدأ التفكير، منذ مشروع إيغال ألون سنة 1967، بإقامة كيان فلسطيني مكوّن من كانتونات منعزلة مع وظائف سيادية محدودة، بينما تتخلى إسرائيل عن إدارتها المباشرة لهذا الكيان وعن مسؤولياتها إزاء سكانه الفلسطينيين.
وقد اختار إسحاق رابين وشمعون بيرس هذا الخيار، ووافقا على التفاوض حوله مع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية التي خرجت ضعيفة ومحاصرة سياسياً ومالياً من أزمة احتلال العراق للكويت، وكانت تحظى بتأييد واسع في المناطق الفلسطينية المحتلة تسمح لها بتمرير الاتفاقات. بينما راهنت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية على أن «اتفاقات أوسلو» ستخلق، لأول مرة في التاريخ، وجوداُ قومياً للشعب الفلسطيني فوق أرض وطنه، معتبرة أن عوامل السيادة الفلسطينية يمكن أن تتجمع شيئاً فشيئاً، وأن الحكم الذاتي في الضفة الغربية وقطاع غزة في وسعه أن يتطور، بعد انتهاء المرحلة الانتقالية، إلى دولة فلسطينية مستقلة.
والصحيح أنها لم تتجاهل صعوبة المفاوضات التي ستدور حول قضايا الحل النهائي، كالقدس واللاجئين والحدود والمياه، إلا أنها قدّرت أن قبول الحكومة الإسرائيلية، في نهاية الأمر، بإدراج هذه القضايا على جدول أعمال المفاوضات، بعد أن كانت قد أصرّت على أن يتقدم كل طرف بالموضوع الذي يراه مناسباً دون التزام من الطرف الآخر، يلزم الإسرائيليين بضرورة بحث هذه القضايا، من جهة، ويمكن أن يرسم ملامح المرحلة النهائية، من جهة ثانية.
ورغم تلك القرارات والجرائم المرتكبة بحق شعبنا الفلسطيني من قبل قوات الاحتلال ومجموعات تدفيع الثمن شبيبة التلال من قطعان المستوطنين ما زلنا نقول يدنا ممدودة للسلام ويبقى السؤال عن أي سلام نتكلم وكل يوم يعتقل العشرات من أبناء شعبنا الفلسطيني وكل يوم يستهدف العديد من أبناء شعبنا ليذهبوا شهداء ضحية الإجرام الصهيوني ، الطفولة البريئة لأبناء شعبنا الفلسطيني تغتال وتحرق على أيدي المستوطنين ، الممتلكات الفلسطينية مستهدفة بالهدم تحت مبررات شتى ، الأراضي تصادر لصالح الاستيطان والتوسع الاستيطاني شجرة الزيتون تحرق وتخلع على أيدي ،المستوطنين ؟؟ ماذا بقي من أمل في ظل كل هذه الإجراءات والجرائم بحق شعبنا الفلسطيني من قبل قوات الاحتلال ، وقرارات حكومة الاحتلال جميعها تؤكد أن إسرائيل لا تريد السلام وهي بأعمالها وقراراتها تقتل السلام ، وبات هناك إجماع بين الفلسطينيين على أن «عملية أوسلو» فشلت ويبقى السؤال إلى متى سنتمسك بوهم السلام وماذا سنقول لأجيالنا القادمة ونحن مازلنا نتحدث ونأمل بتحقيق السلام .....
فهل بقي متسع للوقت للحديث عن السلام ، المخطط الصهيو أمريكي بصفقة القرن ضربت أسس ومرجعيات السلام ، وبتنا أكثر تصميما على التمسك بارضنا وثوابتنا وقدسنا ، وحق العودة وحقنا المشروع في مقاومة الاحتلال حتى نيل حقوقنا وحق تقرير مصيرنا.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت