حذَّر عضو الأمانة العامة في نقابة الصحفيين الفلسطينيين د.رامي الشرافي، يوم الثلاثاء، من خطورة ما تقدم عليه بعض وسائل الإعلام المحلية من تسريحٍ لعددٍ كبير من موظفيها بحجّة الأزمة المالية وتداعيات جائحة "كورونا".
ولفت الشرافي في تصريحٍ لوكالة قدس نت للأنباء، إلى أنّ إنهاء خدمات أكثر من عشرة من العاملين في شبكة أجيال الإذاعية بينهم عدد من الصحفيين اللامعين، هي خطوة تقرع ناقوس الخطر على مستقبل العمل الصحفي في فلسطين، خاصة وأن وسائل إعلام محلية وعربية أخرى، قد أنهت خدمات أو قلّصت رواتب عشرات الصحفيين خلال الشهور الماضية.
وأشار الشرافي إلى أنّه "مهما كان الغطاء القانوني لهذه الخطوة من قِبل إذاعة أجيال، والطريقة السلسة التي نفذت بها والتي كانت نتيجة تفهّم الزملاء لبعض تبريراتها المتعلقة بالأزمة المالية الناجمة عن كورونا وتداعياتها على كافة وسائل الاعلام بما فيها أجيال، لكن هذا مرفوض تماماً أن نتخلى عن أبرز الوجوه الإعلامية على الساحة الفلسطينية بحجة الأزمات العابرة".
وأكَّد د.رامي الشرافي على أنّ "التشخيص الأولي لما يجري يمكن رده إلى عدة عوامل، ساهمت فعلاً أزمة كورونا في تفجيرها، لكنّ التشخيص الدقيق والحقيقي يستدعي منّا جميعًا نقاشًا معمقًا في الوسط الصحفي، ومع الجهات ذات العلاقة وعلى رأسها نقابة الصحفيين".
وشدّد الشرافي على أنّ إدارات بعض وسائل الإعلام تستسهل التضحية بالصحفيين والكادر البشري عمومًا عند مواجهتها لأي أزمة، دون بذل أي جهود كافية في البحث عن مخارج أخرى، والاحتماء ببعض المنافذ القانونيّة على حساب القيم والاعتبارات الاخلاقيّة والانسانيّة، لافتًا إلى أنّ تقاعس الحكومة عن تقديم أي دعمٍ واسنادٍ لوسائل الاعلام والصحفيين أدى إلى ذلك أيضًا، وهذا بالرغم من كل مطالبات وصرخات النقابة المتكرّرة منذ بداية أزمة "كورونا".
ورأى أنّ كل ذلك يستدعي من نقابة الصحفيين تنفيذ خطوات احتجاجيّة فوريّة وقويّة ضد الحكومة وسياساتها وبسبب تجاهلها وعدم جديتها في تنفيذ مطالب النقابة لدعم قطاع الإعلام عموماً كما فعلت مع بعض القطاعات الأخرى في ظل جائحة "كورونا".
وأكَّد الشرافي أنّ وجود عدد كبير من وسائل الإعلام، وخاصة الإذاعات، يزيد فعليًا عن حاجة البلد، ويزيد عن قدرة سوق الإعلان التجاري على توفير الموارد الماليّة الكافيّة لحاجة استمرار عمل هذه المؤسسات، وهذا يوجب البحث في امكانية الاندماج أو العمل المشترك المفضي إلى خفض التكاليف وزيادة الكفاءة.
كما أشار إلى أنّ ما حصل مع الزملاء في إذاعة أجيال ليس بعيدًا عمّا حصل يوم أمس مع الزملاء في فضائية النجاح، حيث قررت إدارة جامعة النجاح الوطنية إغلاق فضائية النجاح التابعة لها وكذلك مكتب مركز الإعلام في فروع القدس والخليل وقطاع غزة، وأبلغت الإدارة 17 موظفًا في مركز الإعلام والفضائية بإنهاء عملهم اعتبارًا من 14 فبراير القادم، بعد استعصاء استيعابهم في دوائر الجامعة، في حين أرجعت الإدارة هذه الخطوة إلى الخسائر الباهظة والفادحة التي تعرضت لها هذه القطاعات.
ورأى الشرافي أنّ هناك عدم انتباه إلى مخاطر الحصة المتنامية من سوق الإعلان إلى وسائل التواصل الاجتماعي على حساب الإعلام المحلي، مُشيرًا إلى أنّ هذا يأتي في ظل غياب نظام حماية وتأمين نقابي للصحفيين أسوة بالنقابات المهنية الأخرى، ومرد ذلك غياب تشريعات تنظيم مهنة الصحافة، وفجوة الثقة بين النقابة ومنتسبيها وعموم الصحفيين.
وفي ختام حديثه لوكالة قدس نت، شدّد الشرافي على أنّه آن الأوان لإيجاد نظام ضمان أو زمالة للصحفيين لمواجهة كل هذه الظروف الصعبة وسياسات التغوّل على الصحفيين الفلسطينيين.