قال القيادي في حركة حماس محمود الزهار، إنه ليس "هناك ضغوط يمكن أن تغير مواقف الحركة والمطلوب الآن تجاوز هذه المرحلة ولاسيما بعد تغير كثير من المواقف العربية والدولية".
وذكر الزهار في مقابلة مع قناة "الميادين" أنه "استجبنا للمطالب والنصائح بضرورة وحدة الشارع الفلسطيني لأن فيها قوة للمقاومة وتخفيفاً عما يصيب الضفة الغربية والقدس والحصار على غزة".
ورأى الزهار أنّ المطلوب الآن "جلوس موسع ومعمق ومستمر للإجابة على كثير من الأسئلة كشمول المجلس الوطني وغيره بالانتخابات أم أنها ستكون تشريعية فقط ".
وأضاف الزهار أنه "لدينا تساؤل حول من سيذهب للصناديق في الانتخابات المقبلة وهل ستقتصر الانتخابات على الضفة وغزة أو ستشمل من هم في الخارج والقدس والأراضي المحتلة عام 1948؟".
الزهار أشار إلى أنه هناك أسئلة يجب أن توضع لها إجابات مرحلية ثابتة ومعترف بها وموثقة "قبل أن نذهب في هذه الخطوة (الانتخابات) التي إذا فشلت ستضيف المزيد من السلبيات على الوضع الراهن".
ولفت الزهار إلى أنه "يجب أن يكون لدينا ضمانات معروفة إذا حصل تدخل دولي ويكون الضمان هو الطرف الدولي المحايد".
كما رأى أنه "نحتاج لجلسات مطولة قبل اتخاذ أي خطوة عملية حتى نضمن ألا تؤدي هذه الخطوات إلى سلبيات كما حدث في الاتفاقيات الماضية".
الزهار قال إنه "نخشى من تحديد التواريخ لأنها تشكل وسائل ضغط على الشارع الفلسطيني بحيث تبرر أن نمشي في مسار مطلوب من السلطة أو غيرها ونتوقف بحجة الخط الفاصل الزمني".
وشدد على أنه "علينا ألا نخضع لضغوط الزمن بل نلجأ للاتفاقيات الموثقة التي لها مرجعيات يمكن أن تحققها دون أن يكون هناك انحياز لطرف على آخر ".
كما تحدث الزهار عن "تغير في الجغرافيا السياسية الدولية فموقف إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان واضحاً بأخذ ما يريدون من الأراضي المحتلة وضمنها شرق القدس"، مشيراً إلى أن "السلطة سكتت بضغوط".
عليه، قال الزهار "علينا ألا نكرر تجارب فاشلة كانت على حساب القضية الفلسطينية وألا نكون خاضعين لأوامر وتوجيهات من أطراف خارجية سواء كانت عربية أو غيرها".
هذا وشدد الزهار على أنه "يجب ألا يتم ضغطنا بمواقف دولية تكون على حساب ثوابت الشارع الفلسطيني وفرص نجاح هذا التوافق".
وأكد أنه "قاومنا باستمرار أن نكون خاضعين لأي دولة مهما كانت درجة قربها من القضية الفلسطينية إلا بما يحقق مصالحنا ووجودنا في أي مكان لا يكون إلا لحساب القضية".
وقال الزهار إنّ "مواقف بعض الدول التي طبعت علاقتها في الفترة الأخيرة مع الاحتلال قد تتغير عن السابق".
ووفقاً للزهار فإنه "لنجاح هذا المشروع يجب أن تكون عليه موافقة من الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج لضمان تلبيته احتياجات الجميع".
وتابع: "نحن بعيدون عن المحاور السياسية ولكننا لن نتخلى عمن وقف معنا من دول وجماعات وأفراد بأصالة من دون تغيير موقفها حتى الآن".
القيادي في حماس أكد أنه "لسنا في مرحلة الرفاهية السياسية والعسكرية والأمنية التي نختار فيها ونحن أعداء إسرائيل مثل الشعب الفلسطيني في لبنان والمقاومة اللبنانية وإيران وسوريا".
كما شدد الزهار على أنه "يجب أن تكون لنا علاقة جيدة مع خارطة أعداء إسرائيل بالحدود التي تسمح لهم طاقاتهم وبالحدود التي نقبل بها بحيث لا تكون على حساب ثوابتنا".
وأضاف "نحن مع كل ما هو ضد إسرائيل وبالتالي نحن مع سوريا في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ومع كل إنسان ولو كان شخصاً واحداً يقف موقفاً معادياً لإسرائيل"، مشدداً على أن "ما يجمعنا هو معاداة إسرائيل وما يفرقنا هو مواراة هذا الكيان أو التعاون معه".
وحول الاجتماع مع الفصائل الفلسطينية، أشار الزهار إلى أنه "ليس هناك اعتراض على الاجتماع في أي مكان فقرارنا ثابت ومعروف ولا نضع عقبات باختيار المكان".
وتابع: "نحن لا نرفض الاجتماع في أي مكان ما دامت كل الأطراف قد اتفقت عليه ورأت أنه لا يشكل خطراً على مشروع اللقاء الفلسطيني الفلسطيني بعيداً عن الضغوط ".
وأعرب الزهار عن عدم تفاؤله قائلاً "تجربتنا السابقة كانت فاشلة وليس بسببنا وهل المقاومة مسموحة في الضفة وهل سيتوقف التعاون الأمني مع إسرائيل الذي وُصف بالمقدس؟".
كما أشار الزهار إلى أنه هناك العديد من الأسئلة التي يجب أن تكون الإجابات عليها جاهزة ومتفق عليها ومثبتة و"لا يتم التراجع عنها قبل أن نخطو خطوات"، موضحاً أنّ فشل التجارب السابقة "كان بسبب التركيز على بعض القضايا وإغفال بقيتها".
وقال "هناك مشروع يتم ترسيخه منذ أكثر من 3 سنوات وهو أن يتم توصيف المقدسي بساكن للقدس وكأنه كأي أجنبي ساكن في المنطقة لا كصاحب الأرض".
وأضاف الزهار "لا نحدد للسلطة مساراتها ولكن نقول ضعوا الثوابت المتفق عليها على طاولة كل من تجلسون معه كما سنفعل فنعمل معا على تحقيق هذه الثوابت".
الزهار أعرب عن تصوّره أنّ "الجهاد الإسلامي لن يأخذ خطوات سياسية إضافية لأن المرحلة المقبلة صعبة ويتمنى أن يبقى بعيداً حتى تتضح الصورة كما باقي الفصائل".