- د. طلال الشريف
انتبهوا بريطانيا خداعة العرب الدائمة والأخطر في سياساتها وقراراتها علينا.
هجمة بريطانيا أشرس من هجمة إسرائيل وتشي بالكثير القادم، لاحظوا ما قالته بريتي باتيل والفرق ببن المصطلح البريطاني "إرهاب" وما قاله نفتالي ببنيت المصطلح الإسرائيلي " إسلامي راديكالي". رغم أنهم في النهاية يقصدان العمل القادم على ما يبدو وليس الكلام.
وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل: اتخذت إجراءات لحظر حركة حماس بأكملها لأن حماس لديها قدرات إرهابية كبيرة بما في ذلك وصولها إلى أسلحة متقدمة.
تغريدة نفتالي بينيت:
حمـاس هي منظمة إسلامية راديكالية تستهدف "الإسرائيليين" الأبرياء وتسعى إلى تدمير "إسرائيل"، إنني أرحب باعتزام بريطانيا إعلانها منظمة إرهابية بكل أذرعها، لأنها تماما كذلك .. شكرا صديقي بوريس جونسون.
قد شرح الوزيران البريطاني والإسرائيلي بوضوح الأسباب، هذه سياسة بريطانيا بعيدا عن صفات الوزيرة البريطانية كصديقة لإسرائيل أو موقفها المتشدد تجاه اللاجئين لبريطانيا أو صداقة رئيس وزراء أسرائيل نفتالي بينيت لبوريس جونسون رئيس وزراء بريطانيا، وبعيدا عن ردود الفعل الحمساوية أو الفصائلية الفلسطينية، وكل من ناوأ الخطوات والتصريحات من جهات أخرى، كان الرد الأفضل والمسؤول من بينها هو رد الرسمية الفلسطينية عبر سفارة فلسطين في عاصمة بريطانيا الذي تنبه لخطر تجريم النضال الوطني الفلسطيني.
وبعيدا عن التصريحات وردود الفعل والشجب والإدانة التي لا تفيد إلا عاطفياً، فالسياسة لا تعرف العواطف بل تعرف المصالح والفعل، فما هي الخطوة الأفضل للصد والرد العملي لإحراز نتائج وعدم ترك الوقت لتأخذ تلك التصريحات مجراها الكامن والأخطر على حماس وعلى القضية الفلسطينية.
نقول ونحن ندرك حجم القرارات لبريطانيا وتغير التوجهات التي كانت عن قريب هي منبر الإسلام السياسي الأول إعلاما وسياسة، وهل هذا الضغط على حماس له ما بعده خاصة تجاه جماعة الإخوان التي تقلص دورها كثيراً وتواجدها الوحيد المسيطر فقط في قطاع غزة؟
لا نريد التطرق للأخطاء التي استمرت عقدا ونصف العقد من الإنقسام الذي رفع الحصانة عن حماس وجرأ الكثيرين لاتهامها بالإرهاب من عرب وعجم، في وقت لم يستطع أحد إتهام فتح في السابق وحتى اليوم بالإرهاب رغم ممارستها الكفاح المسلح في وقت كانت عمليات فتح العسكرية في وقتها أخطر من صواريخ حماس اليوم.
توقعاتي أن قرار بريطانيا يمهد الطريق لخطوات أخطر على حماس، ولذلك على حماس أن تقطع الطريق على الجميع وتترك السيطرة على قطاع غزة سريعاً وهي الخطوة المباشرة للأحتماء بحاضنة النضال الوطني الفلسطيني المعترف بها من العالم أجمع والأمم المتحدة وذلك بالدخول فورا تحت مظلة منظمة التحرير ..
هذا هو الرد والصد الحقيقي للهجمة الأخطر القادمة والمتعاظمة على شعبنا وقضيتنا ونضالنا، وهذه الخطوات من حماس بالمناسبة ستقوي الموقف الفلسطيني بمجمله وستؤدي للوحدة الفلسطينية السريعة وإجراء الانتخابات وانتخاب قيادة جديدة للشعب الفلسطيني لمواصلة طريق الحرية والإستقلال الذي تأخر طويلا بسبب الانقسام وتضارب السياسات الفلسطينية التي كان آخر وأخطر مضاعفاتها قرار بريطانيا، فأصغر طفل فلسطيني يعرف لماذا هجم علينا الجميع.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت