قللت إسرائيل، من أهمية وثائق قال قراصنة يشتبه أنهم إيرانيون إنهم استولوا عليها من هاتف رئيس جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلي "الموساد"، ديفيد بارنيع.
ونشرت مجموعة تطلق على نفسها "الأيادي المفتوحة"، يوم الأربعاء، صورا ومعلومات شخصية عن "بارنيع"، الذي يترأس "الموساد" من الأول من يونيو/حزيران 2021، بحسب وكالة "نور نيوز" المقربة من النظام الإيراني.
وقالت المجموعة، التي تعلن عن نفسها لأول مرة، في مقطع مصور بثته على "تليغرام" إن "بارنيع" كان خاضعا لمراقبتها ضمن عملية مخابراتية بدأت منذ عام 2014.
ورجحت قناة "كان" العبرية الرسمية أن تكون "الأيادي المفتوحة" مجموعة إيرانية.
فيما نفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، أن تكون تلك البيانات تم الاستيلاء عليها من الهاتف الشخصي لرئيس "الموساد".
وقال بينيت إن الحديث يدور عن "بيانات قديمة"، وفق القناة.
وبحسب صحيفة "معاريف" العبرية ، فإن المقطع المصور يظهر صورا شخصية لرئيس "الموساد" وتذاكر طيران طلبها ووثائق ضريبية له ولأفراد أسرته وصورة عبر الأقمار الصناعية لما يُزعم أنه منزله الخاص وسط إسرائيل.
وأضافت الصحيفة أنه "ليس من الواضح ما إذا كان هاتف بارنيع أو جهاز الكمبيوتر الخاص به قد تعرضا للاختراق، لكن المواد التي تم نشرها في الفيديو قد تشير إلى ذلك".
ويأتي ذلك بعد هجوم إلكتروني مجهول المصدر، وقع مساء الإثنين، وتسبب في خروج مواقع الوزارات والهيئات الحكومية في إسرائيل عن الخدمة لفترة وجيزة.
وخلال السنوات الأخيرة، أعلنت إسرائيل عن تعرض مؤسسات تجارية وشركات تأمين ومستشفيات، بل ومؤسسات حيوية كمصلحة المياه، إلى هجمات إلكترونية.
وتتهم إسرائيل مخترقين إلكترونيين إيرانيين بتنفيذ تلك الهجمات، التي طُلب في بعضها فدية بعملات رقمية.
وسبق أن اتهمت طهران إسرائيل بالمسؤولية عن هجمات إلكترونية طالت عددا من مرافقها الحيوية، بينها محطات وقود.
وتقول وكالة "نور نيوز" إنّ المعلومات المسرّبة هي نتيجة جمع معلومات سرية من أهداف إسرائيلية، بما في ذلك كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية والعسكرية الحساسة، والتي تلعب دوراً مهماً في حاضر ومستقبل هذه الأجهزة. وتعود أنشطة هذا الفريق إلى عام 2011."
تمّ تشكيل فريق متعدد الجنسيات من الخبراء الأمنيين للسيطرة على المؤسسات الإسرائيلية الحساسة والتنبؤ بمستقبل القوة . وقام الفريق قام بسلسلة من العمليات الاستخباراتية التركيبية للسيطرة على القادة المحتملين للمؤسسات الأمنية العسكرية الإسرائيلية، وفق الوكالة.
الوكالة كشفت أنّ الشخص المستهدف في أحدث المعلومات المسربة هو الرئيس الحالي للموساد، الذي ترأس هذا الجهاز الأمني في يونيو 2021. ووفقاً للفيديو الذي تمّ إصداره، فإن بداية عملية الإشراف على بارنع تعود إلى عام 2014، لدى انخراطه في استخبارات الموساد. ووفقاً لخبراء الفريق، فقد تمّ استهدافه إلى جانب العديد من كبار مسؤولي الموساد الآخرين في ذلك الوقت، والذين لم يتم الكشف عن أسمائهم، بصفتهم رؤساء محتملين لهذه المنظمة.
وبالعودة إلى البيانات الصادرة، بدأت عملية الإشراف على "بارنع" من مكتبة في مكان إقامته في "هود هاشارون"، حيث كان أفراد عائلته يستلمون الكتب شهرياً من هناك. ولا يقدم هذا الفيديو مزيداً من التفاصيل حول كيفية تنفيذ هذا الجزء من العملية.
وأشار الفريق الاستخباراتي "الأيادي المفتوحة" إلى متابعته رحلات ديفيد بارنع خارج إسرائيل، وعرض الفريق في هذا الفيديو تذكرة إحدى هذه الرحلات إلى كوبنهاغن، معلنا أن "بارنع" غادر إسرائيل خلال الحرب على غزة عام 2014، وحسب ما يزعم الفريق العملياتي أن ذلك حدث في العديد من الحروب الإسرائيلية.
يعرض الجزء الآخر من الفيديو صوراً شخصية ومعلومات عن هوية "ديفيد بارنع"، والتي تُظهر مدى متابعة فريق "الأيادي المفتوحة" الاستخباراتي على الحياة الشخصية لـ"ديفيد بارنع". ومن خلال تقديم مستندات من الإشعار الضريبي التي تظهر تحذيرات من تأخر زوجة "بارنع" عن تسديد الضرائب ، ذكر خبير أمني في هذا الفيديو أن "بارنع" استخدم زوجته للتهرب الضريبي.
ورأت "نور نيوز" أن المعلومات التي نشرتها هذه المجموعة ليست سوى جزء من مجموعة البيانات الكبيرة التي يمتلكها هذا الفريق الاستخباري عن المسؤولين الأمنيين والعسكريين للاحتلال الإسرائيلي، وأنّ البرنامج الرئيسي لهذه المجموعة هو نشر بيانات انتقائية عن كبار المسؤولين الإسرائيليين، والتي قد وفّرها الفريق من خلال عمليات تركيبية لجمع المعلومات الاستخبارية.