شيّعت جماهير فلسطينية، يوم الاثنين، جثامين خمسة أطفال أربعة منهم من عائلة (نجم) قضوا في قصف إسرائيلي أمس الأحد في منطقة الفالوجا بمخيم جباليا شمال قطاع غزة.
وأدّى المشيّعون صلاة الجنازة على الجثامين الخمسة، في مسجد "النور" في جباليا، قبل مواراتهم الثرى في مقبرة الفالوجا.
والأطفال الشهداء هم: جميل إيهاب نجم (13 عاماً)، جميل نجم الدين نجم (4 أعوام)، حامد حيدر نجم (16 عاماً)، محمد صلاح نجم (17 عاماً)، ونظمي فايز أبو كرش (14 عاماً).
وحسب شهود عيان، استشهد الأطفال الخمسة بصاروخ من طائرة استطلاع إسرائيلية استهدفهم أثناء تواجدهم في مقبرة الفالوجا.
وقال الشهود "إن أطفال عائلة نجم اعتادوا اللهو بالقرب من قبر جدهم (جميل)، بحسب وصيته قبل وفاته، حيث تسكن أسر الأطفال وهم أبناء أعمام، عند مسافة 25 مترا من قبر الجد".
وأضاف الشهود: "كان الأطفال يلهون تارة ويجلسون تارة أخرى، وفجأة سمعنا صوت انفجار كبير، وعلا الدخان ليكشف عن أشلاء هؤلاء الشهداء المتناثرة بين القبور"، وكأن الجد أراد أن يكون حاضرا وشاهدا على استشهاد أحفاده بالقرب منه.
وكان ذوو الأطفال الذين يقطنون في بناية مقابلة للبوابة الشمالية لمقبرة الفالوجا، من أوائل الذين وصلوا إلى موقع القصف، ليجدوا أشلاء أبنائهم ملقاة على الأرض، ولا تزال تنزف دما على رمال المقبرة دون أن يتم التعرف عليهم في بادئ الأمر.
وشق الصاروخ الإسرائيلي قبر جدهم إلى نصفين، فيما تبعثرت دماؤهم وأشلاؤهم على القبور المجاورة. ويقول صديقهم الطفل فايز الحلبي ، إنه كان دائم اللعب معهم في المقبرة لأنه لا يوجد في مكان سكناهم ملاعب ولا متنزهات.
وأضاف "كانوا حينها حول قبر جدهم وأحدهم غسل القبر بزجاجة ماء فنزل صاروخ وتفتتوا، أحدهم طار في الهواء وتناثرت الدماء على القبور، أنا هربت ووصل الإسعاف"، قال الحلبي الذي لم يفارق مكان الجريمة.
ولم تخل المقبرة من الأطفال الذين أحاطوا بمكان الجريمة في وجوم وحزن يحدقون في القبور الملطخة بالدم.
يقول رمضان شعبان الذي يعمل "حانوتيا"، إنه كان يقف تحت شجرة في المقبرة يتحدث مع أحد المواطنين الذي طلب منه تجهيز قبر لحالة وفاة.
وتابع "كان الأطفال أمامي يلهون فنزل صاروخ قذف بأحدهم بعيدا وشُج رأسه بعد أن ارتطم بأحد القبور المجاورة."
وأضاف شعبان "بالعادة يرى هؤلاء الأطفال، وغيرهم، يلهون في المقبرة فهي ملاذ لهم".
وقال حامد نجم، شقيق الشهيد محمد نجم، إن المقبرة هي المكان الدائم للعب أخيه وأولاد الحارة. مضيفا "الكهرباء منقطعة والحر شديد وعادة يقضون بعض الوقت في المقبرة وهي متاخمة للبيت".
ولم تكن مجزرة آل نجم هي الوحيدة في هذا العدوان، فقبلها بأقل من 24 ساعة، وفي مخيم جباليا أيضا، استشهد ستة مواطنين بينهم 4 أطفال وأصيب آخرون. كما تعرض منزلان يعودان لعائلتي شقورة وفرج الله لصاروخ من طائرة استطلاع أدى لإصابة 4 مواطنين بينهم امرأة بجروح بليغة، كما قال فؤاد فرج الله الذي أصيب في الهجوم.
وعلى باب المقبرة وقف إيهاب والد الشهيد جميل ونجم الدين والد الشهيد جميل في انتظار جثماني ولدهما، لم يستطيعا التحدث من هول الصدمة، وما أن وصلت الجثامين حتى انهارا وجلسا دون مقدرة على الوقوف أو الحديث.
وصلت جثث الشهداء إلى بيوتهم في أزقة المخيم، فيما انتهى الجيران من تجهيز قبور الأحفاد بجانب قبر جدهم مقابل غرف نوم الآباء في البيت المقابل تماما للمقبرة.