قال الكاتب والمحلل السياسي أمين أبو وردة، إن "عملية الجلمة تعطي مؤشرات واضحة بأن المرحلة المقبلة ستكون ساخنة على المستوى الأمني الإسرائيلي وستنعكس على الساحة الميدانية الفلسطينية."
وكان قد أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح الأربعاء، عن مقتل ضابط قرب حاجز الجلمة شمالي جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، واستشهد منفذاه.
وأوضح أبو وردة في حديث لوكالة(APA) أن ما جرى على حاجز الجلمة يدل على خروج الاحتلال الإسرائيلي عن السيطرة على الأوضاع الأمنية.
ولفت أبو وردة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول أن يضرب البنية التحتية للمقاومة الفلسطينية من خلال الاغتيالات والتصفية واستخدام الطائرات المسيرة.
وأكد أن عملية الجلمة دقت ناقوس الخطر لحكومة الاحتلال الإسرائيلي ومجتمعه، مشيراً إلى أن الصوت في المجتمع الإسرائيلي الداخلي يتحدث عن ضرورة الانتقام من الفلسطينيين قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة.
ويرى أبو وردة أن الأجواء متهيئة لانفجار انتفاضة جديدة في الضفة الغربية للرد على جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وقد تنتقل من جنين ونابلس إلى باقي المدن الفلسطينية.
وشدد على أن انتقال العمليات النوعية للمقاومة الفلسطينية باستهداف نقاط عسكرية إسرائيلية تشعر المجتمع الإسرائيلي بالخوف وعدم الأمان.
واستشهد الشابين أحمد عابد وعبد الرحمن عابد من بلدة كفردان في جنين بعد تعرف العائلة عليهما فجر اليوم.
إلى ذلك، رفضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، السماح للمواطن هاني صبحي عابد، برؤية جثمان ابنه الشهيد عبد الرحمن، وابن خاله الشهيد أحمد أيمن إبراهيم عابد وامتنعت عن إبلاغه بامكانية تسليم جثمانيهما.
وكانت مخابرات الاحتلال استدعت الخمسيني عابد لحاحز الجلمة شمال جنين للتعرف على جثامين الشهيدين اللذين ارتقيا خلال اشتباك مسلح في الحاجز حسب ما زعم الاحتلال.
ولدى عودته من المقابلة قال عابد لصحيفة "القدس" الفلسطينية، إن ضابط المخابرات الإسرائيلية اتصل به وأبلغه بالحضور لحاجز الجلمة دون توضيح الأسباب، وبعد تأخيره واحتجازه لساعة ونصف اقتادوه لمنطقة داخل الحاجز، سأله الضابط عن نجله هاني وحياته وماذا يعمل، قبل أن يبلغه أنه "قتل دون كشف التفاصيل".
وأضاف الوالد: "سألني الضابط هل تريد رؤيته وهل لديك جاهزية لذلك؟، فقلت نعم، لكنه رفض السماح لي بمشاهدته، وعرض علي صورتين عبر الهاتف الخلوي للتعرف عليهما، وشاهدت ابني هاني وكذلك أحمد، ولاحظت وجود أثار رصاص في عنق أحدهما".
وأشار إلى أن ضابط المخابرات الإسرائيلية طالبه بمراجعة قوات الجيش لمعرفة ما حدث وإذا ما كان سيستلم الجثامين.
وأكد أن أحمد وعبد الرحمن لم يكونا من المطلوبين ويعيشان حياة طبيعية، وقد فوجيء بالعملية، في نفس الوقت شككت العائلة والمراقبون بالراوية الاسرائيلية حول ظروف استشهادهما.