الوحدة 8200 استخدمت برنامج "بيغاسوس" للتجسّس على أجهزة الهواتف الذكية
كشفت تقارير عبرية بأن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية وصلت إلى مخبأ ناشطين في مجموعة "عرين الأسود" الفلسطينية في البلدة القديمة بمدينة نابلس، ليل الإثنين ـ الثلاثاء، عبر الوحدة 8200 التي استخدمت بدورها برنامج "بيغاسوس" للتجسّس.
والوحدة 8200 هي فيلق في وحدة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، مسؤول عن التجسس الإلكتروني من خلال التنصت.
أما "بيغاسوس" فهو برنامج تجسّسي صنعته شركة إسرائيلية يتم تثبيته على أجهزة الهواتف الذكية.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن القوات تحركت استنادًا إلى معلومات استخبارية محددة عن تجمع لعناصر "عرين الأسود" في البلدة القديمة، دون الكشف عن مصدر المعلومات.
وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن "الوحدة 8200 هي التي قدمت معلومات استخبارية في الوقت الحقيقي".
وأضافت: "سبق ذلك اختراق استخباراتي للبنية التحتية للمنظمة (عرين الأسود)، باستخدام أدوات إلكترونية متقدمة مثل بيغاسوس، التي تساعد "الشاباك" على جلب معلومات استخباراتية دقيقة".
وتابعت: "اعتمدت القوات على معلومات استخبارية ممتازة قدمها الشاباك بخصوص شقة الاختباء حيث شعر ناشطو التنظيم بالأمان، والمكان الذي مكثوا فيه في الأيام الماضية".
وأشارت إلى أنه "كانت مداهمة منزل وديع الحوح، الذي أسس عرين الأسود، عملية مشتركة مخططة مسبقًا، تمّت مراقبتها عن كثب من قبل رئيس الأركان (أفيف كوخافي)، ورئيس الشاباك (نداف أرغامان)، وآخرين".
ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين الإسرائيليين قوله: "بمجرد دخولنا المنطقة، اندلعت أعمال عنف، وبالمعلومات الاستخباراتية التي كانت بحوزتنا، نفذت القوات مهمتها بشكل جيد".
وأضاف: "علمنا بوجود متفجرات في الشقة وأن الجماعة ستستخدمها بعد أن استخدم الناشطون عبوات مماثلة في عدد من الهجمات السابقة".
ورسميًا، تنفي إسرائيل التجسس على الفلسطينيين بالوسائل المتطورة المختلفة، لكنها لم تعلن عن استخدام هذا البرنامج في الوصول إلى ناشطي "عرين الأسود".
وبحسب شهود عيان، كان واضحًا من تحرّك الوحدة المشتركة في الجيش وحرس الحدود وجهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، في ساعة متأخرة من مساء الإثنين أنها تستهدف البلدة القديمة في نابلس.
والثلاثاء، قال وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس للصحفيين، إن القوات التي اقتحمت نابلس وتوجهت إلى البلدة القديمة، قوامها كان 140 عنصرًا.
وفجر الثلاثاء، نفذت القوات الإسرائيلية عملية عسكرية واسعة استمرّت عدة ساعات، وانتهت بمقتل 5 فلسطينيين بينهم وديع الحوح، 31 عامًا، الذي تتهمه إسرائيل بقيادة المجموعة.
وفجّر الاقتحام الإسرائيلي الواسع لنابلس مواجهات عنيفة مع الفلسطينيين، حيث خرج العشرات إلى الشوارع وألقوا الحجارة والزجاجات على القوات الإسرائيلية، وأضرموا النار في إطارات السيارات وأغلقوا عددًا من الشوارع لمنعها من التقدم.
وإضافة إلى استشهاد 5 فلسطينيين، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية إصابة 20 فلسطينيًا بالرصاص الإسرائيلي خلال العملية.