بالصور تنظيف السمك "بشيكل واحد" مهنة فقراء غزة لسد جوعهم

الشبان والأطفال يعلمون في تنظيف السمك في سوق مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة 43.jpg

مع إشراقة يوم جديد على مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة يتسارع الشبان والأطفال في كل صباح للذهاب إلى سوق المخيم وذلك من أجل جمع قوت يومهم.

فداخل أحد أزقة سوق المخيم ثمّة العديد من الطاولات الخشبية البسيطة المتهالكة، حيث يعتمد عليها الشبان والاطفال في تنظيف الأسماك للراغبين وذلك في أجواء تخيم عليه روح المنافسة.

وتبدأ عملية تنظيف السمك بكشط السطح الخارجي لنزع القشور بواسطة أداة مسننة، ومن ثم قطع رأس الأسماك الصغيرة، وتليها المرحلة الأخيرة باستخراج الأحشاء بالسكين، وبعد ذلك غسالها بالماء، وهناك أنواع أخرى من الأسماك يتم تنظيفها من خلال سلخ الجلد.

ويقول موسى الفصيح (23 عاماً) " في عمر التاسعة بدأت العمل في مهنة تنظيف السمك فبعد الانتهاء من دوامي المدرسي سرعان ما كنت أذهب إلى السوق للعمل في تنظيف السمك لمساعدة عائلتي في مصاريف المنزل حيث كان عدد من يمارسونها يُعد على أصابع اليد، لكن اليوم أصبح عددهم بالعشرات".

وتابع أن سبب استمراره في مهنة تنظيف الأسماك هو الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها قطاع غزة المحاصر منذ 16عاماً توالياً.

ولفت النظر إلى أنه اختار العمل في هذه المهنة نتيجة؛ حبه للبحر والسمك، لكنه لم يكن يتوقع أن يستمر في العمل بهذه المهنة عندما كبر.

وأضاف “كنت أنظف في صغري كيلو السمك للراغبين بأربعة شواكل دون أي تذمر من الزبون، أما الأن الحال تغير نتيجة الظروف الصعبة التي يعيشها القطاع، فلم يعد باستطاعة المواطنين دفع أربعة شواكل لتنظيف كيلو السمك كما كان في الماضي".

وأشار إلى أن الزبائن لا يقبلون عليه في حال رفع كلفة التنظيف لأربع شواكل الأمر الذي اضطره لخفض السعر مقابل شكل واحد.

وأوضح أن تزايد العاملين في مجال تنظيف السمك كان عامل أساسي في انخفاض ثمن تنظيف الكليو الواحد من أربعة شواكل إلى شيكل واحد او اثنين.

ولفت إلى أن تنظيف الكيلو الواحد من السمك يستغرق ثلاثة دقائق، مشيراً إلى أن هذه المهنة صعبة حيث ينتج عنها عدة أمرض جلدية في اليدين.

وبين أن الكثير من الغزيين يفضلون تنظيف الأسماك في منازلهم في محاولة لتوفير المال بدلا من تنظيفه في السوق، الأمر الذي أثر عليهم بشكل سلبي.

وأضاف" أطرح في أول الامر تكلفة تنظيف السمك على الزبون بثلاثة شواكل، فيرفض فاضطر إلى أن أقلل من التكلفة إلى اثنين أو حتى شيكل واحد في محاولة لجمع قوت يومي".

وفي زاوية أخرى من سوق مخيم الشاطئ يقف الشاب أحمد أبو عيطة (29 عاماً) أمام طاولته الخشبية المتهالكة التي يضع عليها أدواته المستخدمة في مهنة تنظيف السمك التي يعمل فيها منذ عشرة أعوام، وبجانبه طاولة أخرى يعمل عليه شبان أعمارهم متفاوتة لجلب قوت يومهم.

وقال أبو عيطة " أواجه تذمر كبير من الزبائن في كلفة تنظيف الأسماك التي لا تكاد أن تذكر نتيجة؛ الأوضاع المعيشية الصعبة داخل القطاع".

وأضاف " اعيل أسرتي المكونة من خمسة أفراد من مهنة تنظيف الأسماك، الا أنها لا تكفي لسد احتياجات عائلتي نتيجة سعرها الضئيل جداً."

وتابع أن الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعشيها سكان القطاع أثرت عليهم بشكل كبير ما جعل تنظيف السمك خارج منزلهم عبء عليهم رغم تواضع السعر.

وأكمل اقبل الكثير من الشباب والأطفال على مهنة تنظيف الأسماك في الآونة الاخيرة نتيجة؛ عدم توفر فرص عمل لهم داخل القطاع، لافتاً الى أن ذلك يعد سبباً أساسياً في خفض سعر تنظيف السمك من أربعة شواكل إلى شيكل واحد فقط.

وأكد أن منع الاحتلال الإسرائيلي الصيادين من صيد الأسماك يؤثر على عملهم سلباً مما يجبرهم على الجلوس في البيت أو البحث عن عمل أخر لعدم وجود اسماك في الأسواق.

وبين أن عملهم في تنظيف الأسماك مرهون بعمل الصيادين ووفرة صيديهم للأسماك يومياً، لافتاً إلى أن عمل الصيادين يساهم في توفير فرصة عمل للعديد ممن يعملون في المهنة.

وتابع أن الظروف الاقتصادية أجبرت العديد من الشباب والأطفال للعمل في مهنة تنظيف الأسماك لإعالة أسرتهم.

وأوضح أن العديد ممن يعملون في المهنة يصابون بأمراض جلدية ودوالي في الساقين نتيجة الوقوف لفترة طويلة في تنظيف الأسماك.

 

الشبان والأطفال يعلمون في تنظيف السمك في سوق مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة 11(2).jpg
الشبان والأطفال يعلمون في تنظيف السمك في سوق مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة 8.jpg
الشبان والأطفال يعلمون في تنظيف السمك في سوق مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة 3.jpg
الشبان والأطفال يعلمون في تنظيف السمك في سوق مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة 1.jpg
الشبان والأطفال يعلمون في تنظيف السمك في سوق مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة 1(1).jpg
الشبان والأطفال يعلمون في تنظيف السمك في سوق مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة 11.jpg
الشبان والأطفال يعلمون في تنظيف السمك في سوق مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة 11(3).jpg
الشبان والأطفال يعلمون في تنظيف السمك في سوق مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة 11.jpg
الشبان والأطفال يعلمون في تنظيف السمك في سوق مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة 11(3).jpg
الشبان والأطفال يعلمون في تنظيف السمك في سوق مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة 11(1).jpg
الشبان والأطفال يعلمون في تنظيف السمك في سوق مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة 16.jpg
الشبان والأطفال يعلمون في تنظيف السمك في سوق مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة 15.jpg
الشبان والأطفال يعلمون في تنظيف السمك في سوق مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة 14.jpg
الشبان والأطفال يعلمون في تنظيف السمك في سوق مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة 12.jpg
الشبان والأطفال يعلمون في تنظيف السمك في سوق مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة 21.jpg
الشبان والأطفال يعلمون في تنظيف السمك في سوق مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة 32.jpg
الشبان والأطفال يعلمون في تنظيف السمك في سوق مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة 33.jpg
الشبان والأطفال يعلمون في تنظيف السمك في سوق مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة 43.jpg
الشبان والأطفال يعلمون في تنظيف السمك في سوق مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة.jpg
 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - غزة