التأكيد على ضرورة مواجهة سياسات الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها المعادين لحرية واستقلال الشعوب، وتعزيز دعم حقوق ونضال الشعب الفلسطيني
بدعوة رسمية من الحزب الشيوعي الكوبي، عقد الليلة الماضية، لقاء قيادي مشترك بين حزب الشعب الفلسطيني والحزب الشيوعي الكوبي.
وحضر اللقاء وفد حزب الشعب برئاسة الرفيق نافذ غنيم عضو المكتب السياسي للحزب، ووفد الحزب الشيوعي الكوبي برئاسة نائب الرئيس الكوبي للعلاقات الخارجية خوان مارسان، حيث جرى تناول أبرز التطورات السياسية المتعلقة بالقضيتين الفلسطينية والكوبية، والعلاقات بين الحزبين من جهة، وبين الشعبين الكوبي والفلسطيني من جهة ثانية، وأفضل السبل لتعزيز وتطوير التضامن والدعم لحقوق ونضال الشعب الفلسطيني.
وخلال اللقاء الذي عقد في المقر المركزي للحزب الشيوعي في العاصمة الكوبية هافانا، استعراض نافذ غنيم الوضع الفلسطيني الراهن والتحديات الماثلة أمام الشعب الفلسطيني، مؤكداَ على أربع تحديات تواجه اليوم الشعب الفلسطيني، هي:
أولاَ، السياسة الامريكية المعادية لحقوق الشعب الفلسطيني والقائمة على الانحياز المطلق للاحتلال الاسرائيلي وممارساته العدوانية وجرائمه تجاه شعبنا وأرضه ومقدراته ومقدساته، ومضمون "صفقة القرن" الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية.
ثانياَ، الممارسات والجرائم الاسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني، من قتل واعتقال وحصار وبناء المستوطنات وسياسة التطهير العرقي وجدار الفصل العنصري وتهويد القدس وفصل الضفة الغربية عن قطاع غزة المحاصر.
ثالثاَ، استمرار حالة الصمت الدولي تجاه الممارسات العدوانية للاحتلال الاسرائيلي، وسياسة المعايير المزدوجة المتبعة من المجتمع الدولي، وعدم وجود إرادة جادة للجم الاحتلال وجرائمه وتطبيق قرارات الشرعية الدولية. هذا إلى جانب تراخي بعض الدول العربية في دعم القضية الفلسطينية وتبدل أولوياتها لصالح قضايا أخرى، وما ترتب من نتائج وخيمة ناتجة عن سياسة التطبيع مع دولة الاحتلال الاسرائيلي.
ورابعاَ، الوضع الداخلي الفلسطيني ومخاطر استمرار حالة الانقسام، وضعف التوافق على استراتيجية وطنية واحدة وملزمة للجميع على مختلف المستويات، ترتقي إلى مستوى التحديات التي تواجه شعبنا الفلسطيني.
وفي نهاية استعراضه، تطرق غنيم إلى ما هو مطلوب فلسطينيا لمواجهة هذه المعضلات والتحديات الأربع، مشيراَ إلى ضرورة إنهاء الانقسام الداخلي وتداعياته واستعادة الوحدة لشعبنا بكل أطيافه، وإلى ضرورة تنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي التي تصوب طبيعة العلاقة مع الاحتلال، وإلى مغادرة اتفاقيات اوسلو التي دمرتها اسرائيل، وكذلك تعزيز صمود شعبنا ومقاومته الشعبية.
كما شدد على أهمية تعزيز وتطوير وتفعيل م. ت. ف باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وقائدة تحرره الوطني.
كما أشار غنيم الى أهمية تعزيز العلاقات التضامنية وكل أشكال وسبل المساندة والدعم للقضية الفلسطينية، بما في ذلك تكثيف العمل على كل المستويات وفي كل المحافل، من أجل تعزيز الاعتراف العالمي بالدولة الفلسطينية ونيل عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة، والعمل على توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الى ان ينجز تحرره وبناء دولته، وكذلك دعم جهود تقديم اسرائيل لمحكمة الجنايات الدولية لمحاسبتها على جرائمها.
وفي هذا السياق، أشاد غنيم بالمواقف المبدئية الثابتة للحزب الشيوعي الكوبي في دعم حقوق ونضال شعبنا الفلسطيني.
من ناحيته ثمن رئيس وفد الحزب الشيوعي الكوبي خوان مارسان مواقف حزب الشعب الفلسطيني، مشيداَ بنضال الشعب الفلسطيني وضرورة دعم حقوقه الوطنية المشروعة.
وفي هذا السياق، أكد مارسان على مواقف الحزب الشيوعي الكوبي الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، معتبرا القضية الفلسطينية والكوبية في ذات المكانة باعتبارهما يواجهان عدو مركزي واحد يتمثل في الولايات المتحدة الامريكية وكل حلفائها المعادين لحرية واستقلال الشعوب وهم أنفسهم الداعمين للعدوان والحصار عليهما.
كما أشار الى التحديات التي تواجهها كوبا بسبب الحصار الامريكي الظالم عليها والذي أمتد لستين عاماَ مضت، وكيف يواجه الحزب والدولة والشعب هذه التحديات التي يدفع الشعب الكوبي ثمناَ باهضاَ بسببها، خاصة على مستوى قضاياه المعيشية وعلى مستوى رفاهيته.
كما قدم مارسان شرحا مفصلاَ عن الأوضاع الصعبة التي يواجهها الشعب الكوبي بسبب الحصار الامريكي، موضحاَ استراتيجية الحزب في مواجهة التحديات القائمة على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مشدداَ على ثقة الكوبيين بقدرتهم على تحقيق الهدف الاستراتيجي للخطط التي وضعها الحزب وبأوسع مشاركة شعبية حتى العام٢٠٣٠، وصولا إلى كوبا أكثر استقراراَ وأكثر اشتراكية وتنمية متواصلة.
وفي ختام اللقاء، أكد الحزبان على أهمية تطوير وتمتين العلاقات الثنائية بينهما، ومواصلة اللقاءات بما يعزز الصداقة والتعاون المشترك بين الحزبين والشعبين الكوبي والفلسطيني.