نظم "تيار الإصلاح الديمقراطى في حركة فتح" الذي يتزعمه القيادي محمد دحلان، يوم السبت، فعالية في قاعة مركز رشاد الشوا الثقافي بمدينة غزة لإحياء الذكرى العاشرة لرحيل المناضل الكبير "أبو علي شاهين"، أحد القادة المؤسسين لحركة فتح، وذلك بمشاركة ممثلين عن القوى الوطنية والإسلامية، ونواب المجلس التشريعي، الوجهاء وقيادات المجتمع المدني، وقيادات وكوادر تيار الإصلاح الديمقراطي.
وأكد ماجد أبو شمالة القيادي في "تيار الإصلاح الديمقراطى"، أن "تكريس الوحدة الوطنية واجب اليوم دون انتظار أحد"، موضحاً "أهمية تغيير المسار السياسي، وأن منظمة التحرير لا يجوز لأحد أن يعتبرها ملكاً شخصياً له."
وشدد أبو شمالة أن "منظمة التحرير نالت شرعيتها بتضحيات عشرات الآلاف من الشهداء والأسرى والجرحى، وشكلت بالتضحيات تاريخاً وبصمات، ، ونتذكر كيف كان ياسر عرفات يقف أمام العالم في الأمم المتحدة ويقول: "هذه المنظمة لا تخاف من أحد بل تُرعب أعداءها، ولم يكن يستجدي الحماية من أحد"، داعيًا إلى ضرورة البحث عن الوحدة الوطنية، وأن تكون كل قوى العمل الوطني جزءًا من منظمة التحرير، باعتبارها ممثلاً عن كل الشعب الفلسطيني.
وأوضح أبو شمالة أن الراحل أبو علي شاهين كان بمثابة أكاديمية لتخريج المناضلين، وخاطب الحضور بالقول: "أنقل لكم تحيات رفاق مسيرة الشهيد المعلم أبو علي شاهين، القائد محمد دحلان، والقائد سمير المشهراوي"، ودعا بالرحمة لقادة وشهداء فصائل العمل الوطني والإسلامي.
وبين أبو شمالة أن أبو علي شاهين كان يردد: "صاحب الخيار الواحد فاشل، ولا يوجد في السياسة أو العمل الوطني خيار واحد فقط"، ومن يتحدث عن المفاوضات كخيارٍ واحدٍ فقط فإنه يحقق فشلًا ذريعًا"، وحركة فتح آمنت على الدوام بتعدد أشكال النضال، ومن حق شعبنا أن يناضل ضد الاحتلال بكل الوسائل المتاحة.
وقال أبو شمالة: "يعلم الجميع أن حكومة اليمين في إسرائيل لا تريد حلول، ولا تقبل بالجلوس مع أي طرف فلسطيني، وهذا يتطلب تحقيق الوحدة الوطنية، بدءًا بترتيب بيت منظمة التحرير، فشعبنا المناضل يستحق قيادة تحترم نضاله وتضحياته".
وختم أبو شمالة: "لا يمكن للوضع الفلسطيني أن يستمر كما هو عليه الآن، ويجب البحث بكل السبل الممكنة عن تحقيق الوحدة الوطنية، ويجب أن تظل منظمة التحرير البيت الجامع لكل قوى شعبنا ومكوناته".
وفي كلمة القوى الوطنية والإسلامية، قال محمد الغول عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: "نقف اليوم لنؤبن جبلاً وطنياً شامخاً ومناضلاً صنديداً كرس حياته من أجل فلسطين والقضية، وترك بصماتٍ واضحةٍ في سفر النضال الفلسطيني، إنه القائد الوطني الكبير وشيخ المناضلين أبو علي شاهين، الذي يحق للحركة الوطنية ولحركة فتح أن تفخر بأنها أنجبت هذا المقاتل والمثقف والمفكر الصنديد، كما لحركة الشبيبة الفتحاوية أن تفخر بأن هذا الراحل الكبير هو من قام بتأسيسها، ووضع مداميكها الأولى كجسم طلابي رئيسي في نضال الحركة الطلابية."
وأضاف: "الحق يقال بأن جيلاً بأكمله قد تتلمذ على أيدي المناضل الفذ أبو علي شاهين، الذي تميز دوماً بشجاعته وجرأته وبساطته وكفاحيته العالية، كيف لا وهو الرجل الاستثنائي الذي ترعرع في كنف عائلة لاجئة ومناضلة قَدمتّ خيرة أبنائها شهداء أو جرحى أو مبعدين على مذبح حرية الوطن.
وفي كلمة لعائلة الراحل أبوعلي شاهين، وجه نجله الدكتور أيمن شاهين، الشكر الجزيل إلى محمد دحلان، وقيادة تيار الإصلاح، على إحياء الذكرى العاشرة لرحيل "المعلم والأب أبو علي شاهين."
وقال شاهين: "لم تدخر حركة فتح بساحة غزة أي جهد من أجل الوفاء للمناضل أبو علي شاهين، وذلك عبر السنوات العشر الماضية، فأنتم إخوة أبو علي، وقد لمسنا فيكم الوفاء والمحبة، وما أجمل الوفاء."
وأضاف: "أبو علي تحلق روحه فوق أرض فلسطين، الأرض التي عشقها وعاش ورحل مناضلاً من أجلها، فكان مع الرصاصات الأولى ثائراً مقاتلاً عنيداً ضد المحتلين الغزاة، وفي الأسر كان صلباً لا يهادن ولا يعرف المساومة، حيث بنى مع رفاقه الأسرى أنبل ظاهرة عرفتها ثورتنا الفلسطينية المعاصرة، تجربة الحركة الأسيرة مصباحاً تضيء ومازالت تضيء لنا طريقنا للحرية في ظل العتمة التي نعيشها الآن. "
وفي نهاية الفعالية تم تكريم أسرة الراحل الكبير ممثلة بالحاجة أم علي والدكتور أيمن شاهين.