إله اسرائيل هو إله بابوا غينيا الجديدة .. سفارة جديدة في القدس المحتلة

بقلم: اماني القرم

اماني القرم.jpg
  • بقلم الدكتورة اماني القرم

بابوا غينيا الجديدة ليست من الدول التي نسمع عنها كل يوم .. وربما لا يعرفها المعظم منا حتى تصدرت عناوين الاخبار حديثا بعد قيامها بفتح سفارة في القدس المحتلة لتصبح الخامسة بعد اعلان ترامب المشئوم إنشاء سفارة امريكية في القدس .. بابوا غينيا الجديدة دولة حديثة عبارة عن جزيرة كبيرة وعدد من الجزر الصغيرة في جنوب المحيط الهادئ تجاور اندونيسيا واستراليا، وكانت تتبع التاج البريطاني حتى استقلت في العام 1975 واصبحت عضو في دول الكومنولث ... لا تختلف كثيرا عن الدول المتخلفة حيث تعاني سيطرة الفساد والرشوة والحكم الشمولي في عموم البلاد..  كل هذا ليس مهما بالنسبة لنا ، المهم ما الذي اتى بها الى القدس المحتلة ؟ إن الكلمة التي ألقاها رئيس وزراء هذه الدولة (جيمس مارابي) في حفل افتتاح سفارته قبل يومين يوحي بكثير من الغرابة حيث قال نصًّا: "انتم أي اسرائيل الحافظ العظيم للقيم الاخلاقية التي تم نقلها للانسانية .. والاعتراف بالله كمسيحيين لن يكتمل بدون الاعتراف بالقدس عاصمة لامة وشعب اسرائيل" . حاشا لله أن يكون ما تفوه به هذا الرجل صحيحا.   

إن علاقات الكيان الاسرائيلي بهذه الدولة تمتد الى سنوات طويلة وهي لم تولد جراء اتفاقيات سياسية او اقتصادية إنما أساسها ادعاءات بتقارب ديني وتاريخي بين الطرفين. يعود الفضل فيه الى انتشار مبشري المسيحية الأصولية وتحديداً اعضاء منظمة السفارة المسيحانية الدولية في القدس في فترة ما بعد الاستعمار بين القبائل المختلفة التي تعيش في عموم بابوا غينيا الجديدة. وكما هو معروف فمنظمة السفارة المسيحانية الدولية في القدس هي احدى المنظمات العالمية  المتشعبة التي تعمل من اجل اسرائيل، حيث تم تأسيسها في العام 1980 كرد فعل لقيام 13 دولة بنقل سفاراتها الى تل ابيب رفضاً لاعلان الكنيست الاسرائيلي بأن القدس المحتلة عاصمة اسرائيل . لمنظمة السفارة المسيحانية مقر في بابوا غينيا الجديدة وينشط أفرادها بقوة  في دول المحيط الهادئ على شكل مبشرين مسيحيين الذين استطاعوا توظيف الدين للسياسة و نشروا النبوءات المسيحانية  التي تتمحور حول المسيح المنتظر الذي سيخلص شعب اسرائيل في نهاية الزمان بين افراد المجتمع الغيني على مستوى الحكومة والشعب بحيث تم الربط بين تعاليم المسيحية  بالصهيونية وبالكيان الاسرائيلي للدرجة التي اعتنق فيها وزراء حكومة بابوا غينيا الجديدة مبدأ أن اله اسرائيل هو اله الدولة. وباتت اسرائيل في نظر بابوا غينيا الجديدة هي الدولة التي تتمتع بالتنمية والثقافة والأخلاق..! يعني ببساطة المخلص والمنقذ لهم.  

المفارقة أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل تعداه الى ادعاءات بأن هناك اكتشاف لجينات ذكورية يهودية في ذكور احدى المجموعات العرقية  في بابوا غينيا الجديدة وهي   "قبيلة جوجودالا" ،  وأنّها ــــــ بناءً على الادعاءات ــــــ قد ترجع  الى احدى القبائل الضائعة في التاريخ اليهودي. تم حشو الفكرة في رءوس البشر البدائيين في بابوا غينيا الجديدة منذ العام 1990 حتى باتوا مقتنعين اليوم أنهم يهود اصلا  ويهتفون لاسرائيل في مناسبة ودون مناسبة  ..

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت