أعلنت السلطات القضائية في جمهورية بيرو، يوم الجمعة 23 مايو 2025، عن فتح تحقيق جنائي رسمي ضد جندي إسرائيلي يُتهم بالمشاركة في الجرائم المرتكبة خلال الحرب على قطاع غزة، وذلك عقب شكوى قانونية تقدّمت بها مؤسسة هند رجب لحقوق الإنسان.

وجاءت الشكوى عبر المحامي البيروفي البارز خوليو سيزار أربيزو غونزاليس، الذي يمثل المؤسسة، وتضمنت أدلة موثقة بالصوت والصورة ومصادر استخباراتية مفتوحة، تتهم الجندي، الذي خدم ضمن سلاح الهندسة القتالية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، بـ"المشاركة المباشرة في تدمير الأحياء المدنية في غزة خلال العدوان العسكري بين عامي 2023 و2024".

خطوة غير مسبوقة في ملاحقة مجرمي الحرب

تُعد هذه الخطوة تطورًا مهمًا في سياق مبدأ الولاية القضائية العالمية، حيث يؤكد التحقيق التزام بيرو بالقانون الدولي الإنساني، ويبعث برسالة واضحة مفادها أن مرتكبي الجرائم الدولية لن يتمتعوا بالحماية لمجرد وجودهم خارج مناطق النزاع.

وأكدت المؤسسة أن فيلق الهندسة القتالية في جيش الاحتلال كان أحد الأذرع الأساسية في "تدمير البنية المدنية في غزة وتحويلها إلى مناطق غير قابلة للعيش"، مشيرة إلى أن هذه الوحدة العسكرية لعبت دورًا محوريًا في "تنفيذ سياسة الأرض المحروقة ومحو أحياء بأكملها".

ملاحقة قانونية دولية متعددة

وتقود مؤسسة هند رجب حملة قانونية شاملة ضد عشرات الجنود والضباط الإسرائيليين الذين شاركوا في العمليات العسكرية بغزة. ووفق البيان، فإن المؤسسة أعدّت مئات الملفات التي تُرفع تباعًا أمام السلطات القضائية في عدة دول، مع تأكيد استمرار تقديم شكاوى جديدة خلال الأسابيع المقبلة.

وأكد رئيس المؤسسة دياب أبو جحجاح، أن هذه الخطوة "ليست رمزية، بل بداية لمحاسبة قانونية حقيقية"، مضيفًا: "العدالة ليست خيارًا، بل واجب. التحقيق الذي فُتح في بيرو يُشكل خطوة مفصلية في تفكيك نظام الإفلات من العقاب الإسرائيلي".

دعوة إلى تحرك دولي

ودعت المؤسسة جميع الدول، ولا سيما الأطراف الموقعة على اتفاقيات جنيف ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، إلى اتخاذ إجراءات مماثلة ضد المشتبه بهم المتورطين في الجرائم المرتكبة في قطاع غزة حال دخولهم أراضي تلك الدول.