التجويع يفتك بالمدنيين وارتفاع غير مسبوق في شهداء المساعدات وسط استمرار العدوان لليوم الـ667 للعدوان

تجويع.JPG

يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ويدخل يومه الـ667، وسط تفاقم غير مسبوق في المأساة الإنسانية، حيث تحوّلت مخيمات النزوح إلى بؤر للجوع والألم، في ظل استمرار القصف وتجويع المدنيين بشكل ممنهج، ما يهدد حياة أكثر من مليوني فلسطيني محاصرين داخل القطاع.

وبينما يتصدّر التجويع مشهد الكارثة، أعلنت وزارة الصحة في غزة، صباح الأحد، استشهاد 7 فلسطينيين جراء الجوع خلال الساعات الـ24 الماضية، إلى جانب 35 شهيدًا آخرين برصاص قوات الاحتلال قرب مراكز توزيع المساعدات، لترتفع حصيلة شهداء المجاعة وسوء التغذية إلى 169 شهيدًا منذ بدء الحصار، بينهم عشرات الأطفال.

أكثر من 60 ألف شهيد و148 ألف إصابة منذ بدء العدوان

ومنذ السابع من أكتوبر 2023، ارتفعت حصيلة الشهداء إلى أكثر من 60,000 شهيد و148,000 إصابة، بينهم 9,200 شهيد و36,000 جريح منذ استئناف الحرب في منتصف مارس/آذار الماضي، وسط استمرار عجز الطواقم الطبية والإغاثية عن الوصول إلى الضحايا بسبب الاستهداف المباشر ودمار البنى التحتية.

مجازر متكررة عند مراكز توزيع الإغاثة

وتواصل قوات الاحتلال ارتكاب مجازر بحق المدنيين الباحثين عن الغذاء، حيث أفادت مصادر طبية باستشهاد 18 فلسطينيًا، بينهم 13 من منتظري المساعدات، في قصف استهدف مناطق متفرقة بالقطاع، كما استشهد 9 مواطنين شمال رفح صباح الأحد، أثناء تواجدهم قرب نقاط توزيع الطحين، وفق هيئة الإسعاف والطوارئ.

وفي محور نتساريم وسط غزة، استهدفت طائرات الاحتلال تجمعًا للنازحين قرب مركز إغاثة، ما أسفر عن استشهاد 4 مدنيين وإصابة آخرين بجراح متفاوتة، بينما سُجّل استشهاد 12 فلسطينيًا في استهدافين شمال رفح وحي الشجاعية شرق غزة.

وبحسب الدفاع المدني، استُشهد المواطن مهند علي محمد أبو حسن، في إطلاق نار مباشر من جيش الاحتلال قرب مركز للمساعدات شمال رفح، تزامنًا مع غارة جوية إسرائيلية طالت منطقة بئر 19 غربي خانيونس.

المجتمع الدولي يلتزم الصمت.. وإسرائيل تُفلت من العقاب

كشفت صحيفة الغارديان البريطانية، في تقرير جديد، أن إسرائيل أغلقت 88% من التحقيقات في جرائم قواتها ضد المدنيين في غزة دون أي محاسبة، بما في ذلك المجزرة التي راح ضحيتها 112 فلسطينيًا أثناء محاولتهم الحصول على الطحين في فبراير/شباط الماضي، ما يؤكد استمرار سياسة الإفلات من العقاب.

الهلال الأحمر: 51 شهيدًا و35 معتقلًا من طواقمنا

وفي حصيلة صادمة، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني، الأحد، استشهاد 51 من أفراده واعتقال 35 آخرين منذ بدء العدوان، مؤكدًا تعرض طواقمه ومراكزه للاستهداف المتعمد، مع الاستمرار بتقديم الخدمات رغم المخاطر والانتهاكات.

تحركات سياسية وتحذيرات من انفجار داخلي في إسرائيل

في السياق السياسي، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يجري اتصالات متقدمة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بشأن مبادرة لوقف شامل لإطلاق النار، تتضمن إطلاق الأسرى الإسرائيليين مقابل نزع سلاح المقاومة وإخضاع غزة لإدارة دولية بقيادة واشنطن.

وتأتي هذه المبادرة عقب نشر كتائب القسام مقطع فيديو لأسير إسرائيلي يشكو من الجوع والمعاناة داخل الأسر، ما فجّر موجة غضب في أوساط عائلات الرهائن، التي اتهمت حكومة نتنياهو بالتقاعس، ورفضت الشروط التعجيزية التي تضعها تل أبيب.

من جهته، قال رئيس حزب "يسرائيل بيتينو" أفيغدور ليبرمان إن الحكومة الإسرائيلية "تفشل في إنقاذ الأسرى وتعمّق الانقسام الداخلي"، مؤكداً أن "من لا ينقذ أبناءه لا يستحق البقاء في الحكم".

كارثة إنسانية شاملة.. وآباء يبحثون عن لقمة بين الأنقاض

وبينما تنشغل القيادات السياسية بالمفاوضات والمقايضات، يعيش النازحون داخل غزة حياة يطغى عليها الحزن والجوع والموت البطيء، إذ لا يزال الأطفال ينامون على بطون خاوية، بينما يبحث آباؤهم وسط الأنقاض عن لقمة تسد رمق العائلة.

إنه مشهد يومي بات يختزل حجم المأساة والمعاناة التي يعيشها سكان القطاع، في ظل حصار خانق، وانعدام الأمن الغذائي، وانهيار كامل للنظام الصحي، وسط تجاهل دولي وعجز أممي.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - قطاع غزة