تسود الأوساط السياسية والإعلامية الإسرائيلية حالة من القلق المتصاعد إزاء التحركات العربية والإسلامية الأخيرة، في ظل اتصالات مكثفة أجراها وزراء خارجية مصر والسعودية وتركيا وباكستان، تمهيدًا للقمة العربية الإسلامية الطارئة المقرر عقدها في الدوحة، وسط أنباء عن بحث مقترح لتشكيل قوة عربية–إسلامية مشتركة.
وقالت وزارة الخارجية المصرية إن الوزير بدر عبد العاطي أجرى اتصالات هاتفية منفصلة مع نظرائه السعودي الأمير فيصل بن فرحان، والتركي هاكان فيدان، والباكستاني محمد إسحاق دار، لتنسيق المواقف في مواجهة "التحديات السياسية والأمنية الجسيمة" التي تشهدها المنطقة عقب العدوان الإسرائيلي الأخير على قطر. وأكد الوزراء على أهمية التضامن العربي والإسلامي في هذه المرحلة الخطيرة، وضرورة توحيد الجهود الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية لضمان الاستقرار الإقليمي.
في المقابل، أبدى زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد مخاوفه من تداعيات هذه التحركات، معلقًا على ما تردد بشأن مقترح مصري لإنشاء قوة عربية مشتركة، وقال في تغريدة عبر منصة "إكس": "التقرير المتعلق بمقترح مصر إنشاء قوة عربية مشتركة لمواجهة الهجمات الإسرائيلية يُمثل ضربةً موجعة لاتفاقيات السلام، والتي جاءت مباشرة بعد ضربة اتفاقيات إبراهيم، ثم بعد تصويت الأغلبية الساحقة في الأمم المتحدة لصالح إقامة دولة فلسطينية"، معتبرًا أن الحكومة الإسرائيلية الحالية "مزّقت مكانة إسرائيل الدولية بمزيج من الغطرسة واللامسؤولية".
ويرى مراقبون أن القلق الإسرائيلي يعكس خشية من انتقال الزخم العربي والإسلامي من مرحلة الإدانات السياسية إلى خطوات عملية أكثر تأثيرًا، خاصة مع طرح فكرة قوة عربية–إسلامية مشتركة، بما قد يعيد تشكيل موازين القوى الإقليمية ويزيد من عزلة حكومة بنيامين نتنياهو.