تظهر دراسة علمية أن عدد الطيور المحلية الفلسطينية في انخفاض حاد مقابل ارتفاع بعدد الطيور “الغازية” الوافدة من أقطار أخرى، محذرة من تبعات ذلك على البيئة أيضا.
وقالت دراسة صادرة عن معهد العلوم التطبيقية في حيفا (التخنيون) إن تحويل مناطق طبيعية كثيرة لـمناطق سكنية حضرية أو زراعية يلحق ضررا بالعصافير الفلسطينية التاريخية كـ”الدوري”، فيما يقدم ذلك منفعة للطيور الغازية القادمة من الخارج، بعضها استقدمته إسرائيل من الشرق الأقصى.
ويحذر معد الدراسة بروفيسور أساف شفارتس من تبعات ذلك على جودة البيئة. شفارتس الباحث الإسرائيلي في مجال الإنسان والتنوع البيولوجي ضمن كلية الهندسة المعمارية وتخطيط المدن يوضح أن عدد الطيور الوطنية في تراجع، خاصة في مناطق المدن حيث استوطنت طيور غازية مثل الببغاوات الصغيرة (التوكي)، موضحا أن التغييرات في مشاهد البلاد خلال القرن العشرين أفضت إلى زيادة عدد بعض صنوف العصافير المحلية كـالدوري والبلبل والهدهد وغيرها، لكن الحالة هذه انقلبت رأسا على عقب خلال الـ 15 سنة الأخيرة.
ويتابع: “ما يقلق هو أن انخفاض عدد هذه الطيور المحلية يرافقه ارتفاع كبير في عدد الطيور الأجنبية وبعضها زاد بنسبة 843% و250% كما حصل مع البلبل والدويري”.
وتظهر الدراسة أنه في منطقة “متنزه اليركون” (نهر العوجا) حيث بدأت عمليات “غزو الطيور” من الخارج في نهاية القرن العشرين يكاد الزائر ألا يرى الطيور الوطنية المحلية بعدما كانت واسعة الانتشار فيها. ويشير إلى تنافس الطيور المحلية والعصافير الغازية على الموارد المحدودة منبها لغلبة الطيور الوافدة من الخارج كونها أقرب للطيور الجارحة.
ويضيف: “تؤدي هذه الظاهرة لخلل في توازن الطبيعة والبيئة وتهدد طيورا نادرة وأخرى محلية منتشرة بالانقراض”. ويوضح الباحث أن الدراسة اعتمدت على لوائح معطيات متنوعة تم جمعها في 15 سنة: استطلاعات وأبحاث داخل “متنزه اليركون” والتعداد الكبير للطيور في البلاد الذي يرعاه مركز رعاية العصافير البرية وجمعية حماية الطبيعة وفيه يشارك الجمهور الواسع في رصد الطيور منذ 2006.
كما تعتمد الدراسة على إحصاء العصافير في العقدين الأخيرين من قبل المحمية الطبيعية في “رمات هناديف”. وتبدي كل هذه الاستطلاعات ارتفاعا في تعداد العصافير الوافدة من خارج البلاد والتي تستوطن عادة في المناطق الحضرية والريفية مقابل انخفاض الطيور المحلية. ويقول بروفيسور شفارتس منبها إنه يخشى ألا يحظى أولاده بسماع ومشاهدة الطيور المحلية كـالدوري والبلابل وطيور التمّرة.
يشار بهذا السياق إلى أن الفلاحين الفلسطينيين في الداخل يشكون في السنوات الأخيرة من فقدان كميات كبيرة من ثمار وخضراوات كرومهم ومزارعهم وحتى أشجارهم داخل الحدائق البيتية بسبب تناولها من قبل الطيور الغازية التي تتلف هذه المنتوجات باستمرار.