عزل غزه عن الضفة الغربية بإعادة أعمار غزه يعيد خلط الأوراق

بقلم: علي ابوحبله

علي ابوحبله
  • المحامي علي ابوحبله

تدرك القاهرة ومعها عواصم عربيه بعضها منخرط وبعضها نأى بنفسه والبعض يقف في وجه المخطط التامري الصهيو امريكي لتصفية القضيه الفلسطينيه معركة غزه والقدس لها تداعيات لم تستثمر حقيقة لتحقيق ما تحقق من وحده في الميدان كان المفروض ان تقود لوحده وطنيه حقيقيه وانهاء للانقسام وتحقيق وحدة الحغرافيه الفلسطينيه وكنا نتوقع بتداعيات ما تحقق واستثمار الثبات والصمود الفلسطيني واذا بسقف المطالب لا يتعدى المطالبه بتحسين مستوى المعيشه ورفع الحصار عن غزه وهي مطالب كانت دون توقعات الشارع ودون الانتصار الذي تحقق وبتنا امام تساؤل كبير ونخشى من تمرير صفقه ما تقود لفصل غزه عن الضفة الغربيه ضمن مشروع تسويه وتصفيه في ان واحد دقة وحساسية المرحلة ألراهنه و أي محاولات لعزل غزه عن الضفة الغربية ضمن عملية مسار التسوية تحت عناوين اعمار غزه وهدنه طويلة الامد بين الكيان الاسرائيلي وحماس واستبعاد قيادة منظمة التحرير من اتفاق كهذا يحمل مخاطر اعادة التقسيم الوظيفي وخطة اعمار غزه بالرؤيا المطروحه تعيدنا للمربع الاول وهي قد تطيح بعملية السلام كاملة وتقود لتصفية القضيه الفلسطينيه والحقوق الوطنيه والتاريخيه للشعب الفلسطيني بكامل التراب الفلسطيني ، في عدوان ٢٠١٤ تولت حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني اعادة اعمار غزه وكان لموقفها ورؤيتها موقف ساهم في تعزيز الوحده الوطنيه ورفض سياسة العدوان واعتبار المقاومه حق مشروع لا يمكن تصور حل للقضية الفلسطينية في مساراتها الحالية ووفق المخطط تحت عناوين براقه لاعمار غزه بمعزل عن قيادة منظمة التحرير بصفتها التمثيليه لأنه لا دوله أصلا بدون غزه والضفة الغربية والقدس كوحده جغرافيه واحده متواصله بدون مستوطنات ، تاجيل حوار القاهره وحالة تهويل من خلال وسائل الاعلام حيث بدأت مرحلة الإشاعات والضخ الإعلامي عن ورقة تفاهمات مصريه مع حركة حماس بتوافق امريكي
 وبدأت عملية التخمينات والتوقعات باجتماع وفد حماس مع المخابرات المصريه وان هناك انفتاح مصري على غزه ، وكل ذلك في إطار الحمله المغرضة التي جميعها تستهدف للنيل من القيادة الفلسطينية و كل ذلك ضمن تخمينات وتحليلات تحتمل الصواب والخطأ ، ننطلق من موقفنا وتحليلنا بموضوعية وبدون تحزب أو تعصب ورائدنا يبقى المصلحة الوطنية الفلسطينية باعتبارها قضيه قوميه عربيه وهي عنواننا ومنها ننطلق في فهمنا وتحليلنا لا ننكر التقاء المصالح بين حماس ومصر فكلاهما بحاجه لبعضهما البعض ،وحماس بحاجه للخروج من المأزق الذي تعيشه بفعل الحصار وقد اثبتت قدره وصمود في مواجهة العدوان الصهيوني وهي الان بحاجه للخروج من حالة تصنيفها حركه إرهابيه والتنكر أن حماس حركة تحرر وطني وهي حركة مقاومه أسوة بكل الحركات والقوى الفلسطينية القيادة المصرية تدرك مأزق حماس وتتمحور المفاوضات بين حماس ومصر من واقع المأزق الذي تمر فيه حركة حماس وخشية محور الاعتدال ان تعود حماس الى دمشق من بوابة طهران وهذا ما لا ترغب بتحقيقه تركيا وقطر ومصر وهذه مجتمعه تعمل على استحواذ حماس والخشيه ان يكون ذلك على حساب تحقيق الوحده الوطنيه الفلسطينيه وانهاء الانقسام والا فما هو السبب في تاجيل حوار القاهره وتقريب وجهات النظر
وهنا لا بد من أن يعلم الجميع أن القضية الفلسطينية هي فوق جميع الحسابات الحزبية والفئوية وان القيادة المصرية تدرك ذلك وتعي أن المصلحة الوطنية تقتضي توحيد الجهد والصف الفلسطيني دون تجاوز القيادة الفلسطينية والسؤال هل بمقدور القيادة المصرية أن تلعب دور الراعي لتوحيد الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام اغلب التوقعات أن القيادة المصرية لا يمكن لها الانخراط في أي مخطط يهدف لفصل الضفة الغربية عن قطاع غزه وهي تدرك مخاطر ذلك على الأمن القومي المصري وارتدادات الوضع الفلسطيني على الأمن القومي المصري ، وان حركة حماس لا يمكن لها أن تساهم في هذا المخطط ولا تقبل على نفسها للسير في ركاب تصفية القضية الفلسطينية والانقضاض على الثوابت الوطنية الفلسطينية مؤشرات الأحداث جميعها تشير إلى أن إسرائيل لن تسمح لغزه بان تتوحد مع الضفة الغربية ، حتى ولو اضطرت لخوض الكثير من الحروب؛ لأنها تدرك أن غزة هي بوابة الحل السياسي في حصول الفلسطينيين على دولة، إسرائيل أيضاً لن تسمح بالتكامل الاقتصادي بين غزة والضفة الغربية بما فيها مدينة القدس، فغاز غزة المكتشف مجدٍ جداً من الناحية الاقتصادية، ولو قدر للفلسطينيين الاستثمار فيه لحلت كل المشاكل الاقتصادية وتحرر الفلسطينيون من التزامات المانحين السياسية، والضغوط التي تمارس على الفلسطينيين مقابل الدعم المقدم حتى من العرب أنفسهم لا تخلوا عملية الضغوط ومحاولة المقايضة على الحقوق الوطنية الفلسطينية .
 الوحدة السياسية هي المخرج من مخطط التآمر الذي يهدف لتجسيد الفصل الجغرافي بين غزه والضفة الغربية وقد قدر لغزة أن تقاتل دفاعاً عن وحدتها السياسية مع الضفة الغربية ومدينة القدس، وقدر لغزة والضفة الغربية أيضاً أن يصمدا ويدافعا عن مشروعهم الوطني وثوابتهم الوطنية عبر وحدتهم والتعبير عن وطنيتهما، وأن تكون غزه جزءاً من كيان فلسطيني موحد لكل الفلسطينيين في مواجهة مشروع فصلها وذهابها إلى مشروع التقسيم ، وقُدر أيضاً لغزة والضفة عبر اتفاقهم أن يعيدا للقضية الفلسطينية وهجها وأهميتها وأولوية القضية الفلسطينية على الصعيد العالمي والعربي ، وان يتوحد الفلسطينيين في الميدان في مواجهة العدوان في كل أماكن تواجدهم، فيما تتعثر كل المحاولات في تحقيق المصالحة الفلسطينية واستعادة وحدة المؤسسات الفلسطينية والحياة الديمقراطية ، هناك خيارات ضمن مؤشرات الحل برؤيا إسرائيليه تهدف لإعادة قطاع غزه إلى مصر ليوضع تحت الوصاية المصرية وتبدوا الخيار الأقرب في ظل المؤشرات التي تشير إلى فصل مسار الحل مع الضفة الغربية عن قطاع غزه ، تحت عنوان اعادة اعمار غزه والتوصل لتهدئه طويلة الامد بالرعايه المصريه وضمن التوقعات الحلول المطروحة بشان الضفة الغربية الكونفدراليه مع الأردن تستبعد قطاع غزه بحسب تحليلات سياسيه وتوقعات المحللين السياسيين ، خصوصا مع تزايد المؤشرات التي تدلل على ذلك ضمن التحركات السياسيه في الغرف المغلقه ، في الوقت الذي تحاول فيه حكومة الكيان الإسرائيلي حكومة التغيير إرهاب الشعب الفلسطيني والتهديد بالتوسع الاستيطاني وتهويد القدسى وفرض الحصار الاقتصادي وزيادة معاناة الفلسطينيين المحللين السياسيين يشيروا إلى ضغوط تمارس على القيادة الفلسطينية للقبول بخطة اعمار غزه بالرعايه المصريه والامم المتحده ومشاركة السلطه كطرف وهذا له ابعاد خطيره وفق الرؤيا والتحليلات
وهذا ما دفع القياده الفلسطينيه التمسك بشروطها وثوابتها واصرارها على تشكيل حكومة وحده وطنيه تشارك فيها جميع القوى والفصائل الفلسطينيه لتوحيد غزه والضفة وإذا صحت تلك المؤشرات والتحليلات بخصوص فصل غزه عن الضفة الغربية وفق التفاهمات التي يجري الإعداد بحسب تحليلات المراقبين ، وقد نفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التوقيع على أي تفاهمات في العاصمة المصرية بشان اعادة اعمار غزه ، في ظل الزيارة التي يقوم بها للقاهرة حاليا وفد حركة حماس للحوار الذي كان المفترض ان ينطلق مساره اليوم لولا تاجيله لاشعار اخر من قبل الراعي المصري نتمنى على القياده المصريه ان تحمل مسؤوليتها القومية والعربية بصفتها الداعم للحق الفلسطيني وان لا تخضع للضغوط التي تقود لتصفية القضية الفلسطينية وان أي تفاهمات يجب أن تنطلق من بوابة قيادة منظمة التحرير الفلسطينية بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وان تكون التفاهمات مع القيادة الفلسطينية وغير ذلك يحمل الكثير من التأويلات والتفسيرات

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت